مولاي إدريس الإدريسي السرغيني { 1921هـ – 1962م}
أبصر الشريف مولاي إدريس بن محمد بن الحاج علال الإدريسي السرغيني الملقب بالمعيار النور حوالي سنة : 1339هـ / 1921م بزاوية "سيدي" إدريس بن أبي زيد الإدريسي {المعروف ب:"مول لمري } على ضفاف الوادي الأخضر بالسراغنة
كان أبوه فلاحا كبيرا حافظا لكتاب الله و جملة من المتون المعروفة إذ ذاك في التعليم ، ومن ثم حرص على أن ينشأ أبناؤه على حفظ القرآن و في طليعتهم المترجم ثاني أكبر إخوته و قد حفظ القرآن الكريم بروايتي ورش و حمزة في سن جد مبكرة { تسع سلك }
وبعد أن أتقن بعض القراءات و قواعد التجويد رحل إلى قبيلة فطناسة سنة 1352هـ ليتلقى العلم على شيخ الجماعة العلامة سيدي محمد البصري الفطناسي {ت1361هـ} فلازمه مدة أربع سنوات ، وكان أصغر تلامذته وحده و الفقيه الجيلالي الزعري دون زملائهما يدخلان إلى بيت الشيخ دون أدنى حرج
عن هذه المرحلة يقول المترجم :
" الحمد لله الذي خلق الإنسان وأبرزه إلى الدنيا عريانا ، بعد أن كان نطفة ولا حيلة له ، وبعد ذلك يراقبه ويعلمه من حيث لا يحتسب ولا ينكر هذا إلا الجماد .
وبعد ما ذكر الله نذكر المقصود لنا وهو تاريخ ابتدائنا العلم الشريف ، وقد بدأت القراءة على شيخ الجماعة العلامة سيدي محمد البصري الفطناسي السرغيني عام 1352هـ وأذن لي بعد الأخذ عنه بالذهاب إلى مراكش للأخذ عن أهلها عام 1356هـ "
وهذا نص إذن العلامة السيد محمد البصري{ت 1361هـ} له بالذهاب الى مراكش والخطاب موجه الى والده رحمه الله:
" الحمد لله وحده محبنا وخالص مودتنا وأعز الناس عندنا الشريف الأجل المبجل الأفضل سيدي محمد بن السيد الحاج علال سلام الله عليك ، وبعد فقد حضر لدينا الولد البار، أصلحه الله وكمل مرادك ومرادنا فيه، مستشيرا لنا في الذهاب الى مراكش ، للأخذ عن الفقهاء أهلها ، وعليه فقد أذنا له، وودعناه بخير،ودعونا له بالأدعية الصالحة العامة النافعة، متوسلين له ببركة أشياخنا، الذين أخذنا عنهم و[ ودعناه] مطيبي القلب من جهته، لظهور نجابته وفلاحه ، وعلى صميم مودتكم
والسلام
محمد البصري لطف الله به "
ويضيف المترجم رحمه الله قائلا:" و أخذت عن جماعة من العلماء منهم :
- الفقيه الصوفي سيدي محمد بن أبي بكر الفطناسي
- والعلامة مولاي أحمد العلمي
- والعلامة السيد المهدي بن محمد الونسدي {حاتم }
- والعلامة السيد الرحالي بن رحال الحمومي السرغيني {الفاروق }
- والعلامة مولاي المعطي بن مولاي الجيلاني قاضي بركان
- والعلامة سيدي الحاج لحسن الشمالي
- و العلامة سيدي عبد الرحمان الدكالي { زين العابدين }"
ويزيد في نسخة أخرى من الشيوخ العلماء السادة :
- سيدي محمد بن المكي الفطناسي
- ثم الفقيه العلامة سيدي محمد البصري
- ثم الفقيه سيدي أحمد بن الحاج المحجوب المراكشي
- ثم الفقيه العلامة سيدي الهاشمي السرغيني {بنميرة} و هو أكثرنا التزاما
- ثم الفقيه العلامة مولاي المعطي المسكيني
- ثم الفقيه العلامة سيدي أحمد أكرام "
وظائفه :
أولا : العدالة وعنها يقول :
" وحكم الإله سبحانه علي بالسلوك في خطة العدالة و قبول الشهادة بالسراغنة عام 1361هـ ... وأذن له في تعاطي خطة العدالة بمراكش حرسها الله بتاريخ 24 ربيع 2 عام 1367 موافق 06 مارس 1948 " ومن رفاقه في العدالة العلامة الشيخ عبد السلام المسفيوي جبران و الفقيه السيد حسن الرحالي رحمهما الله تعالى
و انخرط في حزب الاستقلال سنة 1949م وكانت له مواقف شجاعة ضد عملاء المستعمر و أذنابه خصوصا بالسراغنة ، كما كان بيته بمراكش المكان الآمن الذي ظل صهره المقاوم الشهير الفقيه البصري مختفيا به إلى أن تم تنظيم ترحيله إلى مدينة الدار البيضاء و كان هذا الأخير يراسل المترجم من السجن حتى ظن بعض الناس أنه والده فقالوا عنه : محمد البصري بن إدريس خصوصا أنه جاء في إحدى هذه الرسائل : دمتم لابنكم ...
وحين نفي المغفور له جلالة الملك محمد الخامس و أبعد بعض علماء الجامعة اليوسفية عن وظائفهم
ثانيا : القضاء
عين بعد الاستقلال قاضيا بأكدز بإقليم ورزازات ثم بتازرين من نفس الإقليم قبل تعيينه بمراكش قاضيا للرحامنة الجنوبية سنة 1961م
وفاته : توفي رحمه الله بعض مرض لم يمهله طويلا يوم الأحد 05 شوال 1381هـ الموافق ل 11 مارس 1962 بمستشفى ابن زهر وغسله وكفنه وصلى عليه شيخه العلامة الحاج الهاشمي السرغيني بنميرة في اليوم الموالي و شيعت جنازته في محفل مهيب و دفن في مقبرة باب الرب بجوار ضريح الإمام السهيلي.