بطاقة تعريفية

فضيلة الدكتور محمد عز الدين المعيار الإدريسي

مواقع التواصل

تكريم العلماء

تاريخ نشر المقال 28-09-18 10:30:48

    بسم الله الرحمن الرحيم
واجب تكريم العلماء
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين عليه نتوكل و به نستعين والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد خير الأنام وعلى آله وصحبه الكرام
أصحاب الفضيلة العلماء الأجلاء السيد المندوب الجهوي للشؤون الإسلامية المحترم السيد ناظر الأوقاف المحترم أيها الإخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد فيسعد المجلس العلمي لمراكش أن يعبر لكم عن بالغ سروره ، وعظيم فرحته وهو يتشرف بتعاون مع ثلة من الزملاء الأفاضل، بتنظيم هذا الحفل البهيج، تكريما لعلماء جامعة ابن يوسف، الذين أنجبتهم في السنوات الأخيرة من حياتها العلمية، أعادها الله في القريب إن شاء الله، لتواصل نشاطها كما كانت و تؤدي رسالتها على أحسن ما يرام ...
أصحاب الفضيلة العلماء الأجلاء أيها السادة
إن الغاية من هذا الحفل بالدرجة الأولى هي صلة الرحم، رحم العلم بين الشيوخ والتلاميذ وهي صلة وشيجة ، و علاقة مقدسة وهذا أقل واجبات برور الأبناء بآبائهم الروحيين ،فمكانة الأستاذ عظيمة قال الشاعر:،
أفضل أستاذي على نفس والـدي * * * وإن نالني من والدي الفخر و الشرف
فذاك مربي الروح والروح جوهر * * * و هذا مربي الجسم والجسم من صدف
و أفضل الأولاد البررة
• في هذا الجو الرباني الدافئ، يأتي هذا الحفل اعترافا بما تميز به علماؤنا الأفاضل، من شرف حمل شهادة العالمية من جامعة ابن يوسف العتيدة – أولا - وإسهامهم في إثراء الحركة العلمية، والوطنية بهذه المدينة العالمة - ثانيا – و ما امتازوا به من فضل و خلق – ثالثا -
و إذا افتقرت إلى الذخائر لا تجد * * * ذخرا يكون كصالح الأعمال
• ولا تخفى أهمية تكريم العلماء، والإشادة بمناقبهم ، وهم أحياء يرزقون، لما لذلك من طعم وتأثير في نفوسهم، ولما يعبر عنه من وفاء و برور ، من تلامذتهم خاصة ومن مجتمعهم عامة .
أيها العلماء الأجلاء أيها الإخوة الأوفياء الأبرار ،يأتي هذا التكريم، انطلاقا من توجه المجلس العلمي لمراكش ورسالته العلمية والحضارية في العناية بالعلم والعلماء ، و إيمانا منه بأن تكريم العلماء واجب أخلاقي وحضاري، يجب أن تقوم به مختلف المؤسسات العلمية والثقافية على وجه الخصوص.
قال الله تعالى:{ يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات } من منطلق هذا التكريم الرباني الرفيع للعلماء، تم تنظيم هذا اللقاء تكريما لعلماء أجلاء كرسوا حياتهم لخدمة العلم والوطن وتوعية الناس بما يصلح حالهم ومآلهم ، و لو استحضرنا المهام و الأدوار التي اضطلع بها مكرمونا المبجلون، مد الله في أعمارهم، ونفع بهم لوجدنا منهم : العالم النحرير ، والمقاوم الباسل، والقاضي العادل ، والمحامي الملتزم،و الديبلوماسي المحنك، و رجل السلطة النزيه، والتاجر الصدوق ، والفلاح المخلص النصوح ، و لوجدنا منهم كذلك الخطيب المفوه، والداعية إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، والكاتب الكبير، والشاعر المفلق ، وغير ذلك مما يدل على حيويتهم و عطائهم في مختلف مجالات الحياة ودروبها
ولقد كرم الحق سبحانه العلماء أعظم تكريم فقال :{شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم} آل عمران:18
قال أبو حامد الغزالي" انظر كيف بدأ سبحانه وتعالى بنفسه وثنى بالملائكة وثلث بأهل العلم وناهيك بهذا شرفا وفضلا وجلاء ونبلا "
كما أنه من أجل علو مكانة العلم و منزلته في الإسلام ، كان العلماء و رثة الأنبياء، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :" العلماء ورثة الأنبياء " وكما قال: " فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم " رواه الترمذي وقال حديث حسن
علماءنا الأجلاء
إن القلب ليخفق، وإن الروح لتنتعش ، وهي ترى من آثار علمائنا و أدبائنا ، ما تقر به العيون ، و تبتهج له النفوس، و ننتظر المزيد إن شاء الله، ولن أتحدث عن أمجاد الأجداد من علماء جامعة ابن يوسف، و ما خلدوه من آثار ، يوم كانت جامعة ابن يوسف من أعظم جامعات العالم ، و إنما سأكتفي بالإشارة إلى ما قام به الأحفاد من علمائنا الأجلاء، في العقود الأخيرة من أجل بقاء جامعتنا و استمرارها
لقد تحمل هذا الهم من قبلنا { رجال صدقوا الله ما عاهدوا عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا } كان في طليعتهم ، العلامة الأستاذ محمد بن عثمان، الذي بذل النفس و النفيس، من أجل الرقي بهذه الجامعة، والنهوض بعلمائها و خريجيها ، مما أزعج بعض الناس فلم يخفوا انزعاجهم من طموحه، منذ أن ألف كتابه : "الجامعة اليوسفية بمراكش في تسعمائة سنة" إلى أن التحق بربه راضيا مرضيا رحمه الله، و جزاه عنا خيرا، ومنهم العلامة الأستاذ عبد القادر بن الحسين المسفيوي، الذي كان حاضرا في اجتماع المجلس الأعلى للتعليم الديني، الذي انعقد تحت الرئاسة الفعلية لجلالة الملك محمد الخامس طيب الله تراه، بمدينة مراكش يوم السبت رابع رجب سنة 1369 هـ الموافق ل 22أبريل 1950م
قال العلامة الأستاذ عبد القادر المسفيوي، لما قيل له إن جل المطالب التي تقدم بها، باعتباره رئيسا للجامعة اليوسفية ، متشابهة مع القرويين، و لذلك سيعمها ما عم القرويين :
"إنكم لا تهتمون بالكلية اليوسفية ، اهتمامكم بالقرويين "، فالتفت إليه صاحب الجلالة محمد الخامس مبتسما وقال :" معاذ الله "
وظل شيخنا العلامة الرحالي الفاروق ،يدافع عن إحياء جامعة ابن يوسف واستمرارها ، إلى آخر حياته .
و اليوم لابد أن ننوه بالجهود الكبيرة التي يبذلها شيخنا العلامة الأستاذ إبراهيم الهلالي في هذا الاتجاه، سواء على مستوى التأليف ،أم على مستوى جمعية إحياء جامعة ابن يوسف التي ينضوي تحتها عدد من مثقفي هذه المدينة، والتي تصدر مجلة سنوية أخر أعدادها العدد المزدوج : السادس و السابع ...
أيها العلماء الأجلاء أيها الإخوة الكرام :
إننا نستطيع بتعاوننا جميعا، و بمؤازرتنا للملف الموضوع على أنظار المسئولين على أعلى المستويات، أن نعيد الحياة إلى جامعة ابن يوسف ، لتعود كما كانت جامعة إسلامية نموذجية، جديرة بأن تحظى بما تستحق من عناية واهتمام ، لما تمتلكه من رصيد عظيم، و من مؤهلات جمعت بين عمق الدراسات و أصالتها ، و لما ترمز إليه من وسطية و اعتدال، و وفاء للثوابت ، و انفتاح على المحيط، و انخراط في هموم المجتمع ،و تجاوب مع العصر، في جوانبه الإيجابية ، بالقدر الذي يحقق تواصلا حضاريا بناءا، مع الأشقاء والأصدقاء، في كل مكان
كما تجدر الإشارة إلى الجهود الكبيرة التي يبذلها زميلنا الفاضل الأخ الأستاذ أحمد متفكر في جمع تراث وتراجم علماء جامعة ابن يوسف و صبره على ذلك على الرغم مما يلقاه في سبيل الوصول إلى ذلك من صعوبات ... ومن أهم هذه الأعمال كتابه القيم : "علماء جامعة ابن يوسف في القرن العشرين "
و في الأخير لا يفوتني، أن أتوجه بالشكر الجزيل ، إلى كل من ساهم في إقامة هذا الحفل التكريمي، ماديا و معنويا ، و إلى كل الزملاء والأصدقاء، الذين تطوعوا من أجل إنجاح هذا العرس البهيج، احتفاء بالعلم وأهله ، وإلى كل الأساتذة الأجلاء الذين لبوا الدعوة وشرفونا بالحضور
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين