بطاقة تعريفية

فضيلة الدكتور محمد عز الدين المعيار الإدريسي

مواقع التواصل

جوابا على مقال : ماذا وراء بيع الزهراوي لخزانته : بيع الكتب أهون من إراقة ماء الوجه - بقلم الحسن الزهراوي

تاريخ نشر المقال 06-01-23 06:17:37

    كنت أعلنت بيع مكتبتي بجريدة العلم لأسباب اقتضت ذلك، وقبل اليوم المحدد للبيع اتصل بي معالي وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية مبديا تأسفه و استغرابه لذلك، فجزاه الله خيرا، وقدى عرض علي شراء وزارة الأوقاف للمكتبة لتحبسها بمدينة مراكش، و قد تقبلت ذلك وفضلته على البيع بالمزاد لما رأيت في العرض من صيانة كرامتي أدبيا.
و منذ نشر الإعلان و الرسائل تتوارد علي من جميع أنحاء المغرب، يبدي أصحابها تأسفهم واستغرابهم، ويتساءلون عن السبب، و قد كنت أمتنع عن الجواب لما عسى أن يفهم من ذلك من التشكي.
و في هذه الأيام الأخيرة وقفت في جريدة العلم عل كلمة لـ "..." تحت عنوان "ماذا وراء بيع الزهراوي لخزانته "
و كان مبعث التساؤل هو ما يعلمه الأصدقاء من حرصي على اقتناء الكتب حتى إنها كانت كل ما أملك في هذه الحياة. فكيف يا ترى أخرج من يدي اليوم ما كنت ضنينا به بالأمس؟
نعم إنني أفضل التضحية بحياتي على بيع كتبي، ولكن من جهة أخرى فإنني أفضل بيع كتبي على إراقة ماء وجهي و التنازل عن شرفي.
أيها الأصدقاء لقد توالت علي الأمراض وارتفعت أسعار المعيشة، وصار الراتب لا يفي بنصف الضروريات، يضاف إلى ذلك بعض اللوازم التي يقتضيها الشرف والإنسانية، ظلن الناس يظنون أننا من الأغنياء و أنا لا أريد أن أكذب ظنهم .
كل ذلك أدى الى تراكم الديون التي تستتبع الهموم، ورفعا لهذه الضائقة وقعت بين أمرين لا ثالث لهما
فإما أن أبيع كتبي و ما يمكن بيعه من مقتنيات لأخفف وطأة الديون ولو جزئيا، و إما أن أتنازل عن شرفي وماء وجهي وهذا شيء ما اعتدته في حياتي
وقد اخترت الحل الأول، لأن الكتب والأمتعة يمكن تعويضها أما شرف النفس فإنه إذا ضاع فقد ضاع كل شيء .
هذا كل ما في الموضوع، و بكتابة ما سطرته هنا أرجو أن تنتهي التساؤلات والاستغرابات التي ترد علي في كثير من الرسائل، شاكرا للأصدقاء عواطفهم
هامش
1 - نشر هذا الجواب بجريدة العلم بتاريخ :03 جمادى الأولى 1398 = 11 ماي 1978