بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة في حق الدكتور محمد رياض
وبعد فيسعدني باسمي الخاص ونيابة عن زملائي في المجلس العلمي لمراكش أن أعبر عن مدى سعادتنا بحضور هذه اليوم الدراسي التكريمي المبارك و المشاركة فيه احتفاء بأخينا العلامة الدكتور محمد رياض مهنئين في الوقت نفسه السيد عميد كلية الحقوق بمراكش و الإخوة الزملاء الأساتذة بالكلية وكل من ساهم في إنجاح هذه اليوم الدراسي على هذه الالتفاتة الكريمة بكل ما ترمز إليه من وفاء و برور وكم كنت أتمنى أن أجد متسعا من الوقت لأقول عن أخي ما تقر به عينه لكن ما لا يدرك كله لا يترك جله واعل في هذه الكلمة من الإشارات ما ينبئ عن كثير من العبارات
إن حديثي هذا يدور في محاور ثلاثة هي :
1- تكريم العلماء:
لا شك أن للتكريم في نفس المكرم طعما ومذاقا خاصين ، خصوصا عندما يأتي تتويجا لأعمال جليلة وجهود رائدة في إثراء الحركة العلمية في الوطن وتوجيه الناس إلى الخير و الفضيلة كما هو شأن مكرمنا المبجل يقول الشاعر في المعنى العام:
يهوى الثناء مبرز ومقصر *** حب الثناء طبيعة الإنسان
ويقول الآخر في مثل حالنا وحال صاحبنا :
كرموا الشعر والأدب *** كرموا شاعر العرب
و اهتفوا بالنبوغ واقـ *** ـضوا بعض ما وجب
2- الصديق : قلما يجود الزمان على المرء بصديق صدوق قد حفر في الذاكرة و الوجدان اسمه بأحرف من نور وذلك لأن الصداقة لا تعرف حتى يصبح صديقك بمنزلة نفسك ، فإن يكن لشخصي المتواضع أصدقاء من هذا القبيل فمنهم أخي و زميلي العلامة الدكتور محمد رياض حفظه الله و قواه الذي ظلت صداقتنا على امتداد أكثر من ثلاثين عاما صامدة لا تتغير بتغير الأحوال ... وليسمح لي أخي أن أقتبس من شهادته في حق صديقنا و زميلنا المشترك الأستاذ العلامة السيد محمد البايك هذه الفقرة التي يقول فيها :
"كان تعارفنا نحن الثلاثة كأنه مبني عن سابق معرفة و كذلك كان إنها معرفة الأزل محبة الأرواح قبل الأشباح ، ودارت الأيام و سار كل منا على ما قدر الله و قضى " لقد كان هذا التعراف في رحاب دار الحديث الحسنية بالرباط أواسط السبعينيات ثم تجدد اللقاء في " في رحاب مدينة مراكش الزاهرة الفسيحة الأرجاء مدينة العلم و العلماء و الأدب و اللغة والصلحاء ، ثم التقينا في مجلسها العلمي الكريم فتأكدت عرى الاتصال و توطدت أواصر الماضي والحاضر في كل مجال بيننا جميعا "
3- معالم شخصية الدكتور رياض : الكفاءة العلمية و الأخلاق العالية والإخلاص في العلم والعمل مع نقاء السريرة وبشاشة الوجه و خفة الظل والصدق و الصراحة وهي أمور لا يتسع المجال هنا لبسط القول فيها فعسى أن تسمح الظروف بمناسبة مماثلة ليكون لنا في ذلك مقال آخر ...
وفي الختام نسأل الله أن يجعل أعمالنا جميعا خالصة لوجهه و أن يجازي المكرم المبجل بكل خير و أن يمتعه بالصحة و العافية و طول العمر .
والسلام