بطاقة تعريفية

فضيلة الدكتور محمد عز الدين المعيار الإدريسي

مواقع التواصل

رسائلي إلى الباتول - الرسالة السادسة

تاريخ نشر المقال 31-07-24 12:33:42

    عزيزتي الباتول
سأحاول في هذه الرسالة أن أجمل لك ، ما تبقى من حقوق لك علي ، حتى لا أظل أرهقك بالمواعظ والنصائح ، وأنسى نفسي .
أنت أمانة عظمى في عنقي ، علي أن أرعاك وأحسن إليك ، امتثالا لأمر الله تعالى :
{وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا} ولأمر الرسول الكريم :"استوصوا بالنساء خيرا ، فإنما هن عندكم عوان "
لا أذلك ، ولا أحتقرك ، و لا أجعلك تشعرين بالضيق أو الخصاص ، أتحمل مسؤوليتي كاملة في نفقة البيت ، وما يحتاج إليه من لوازم وحاجيات ، و أقتني لك اللباس اللائق بمثلك ، وكل أسباب الزينة التي أحلها الله للنساء ، وأوفر لك المسكن الهاديء المستقل ، الذي ستكونين أنت المسؤولة على رعايته وتدبير شؤونه ، كل ذلك في حدود ما أطيق مصداقا لقول الله تعالى : { لينفق ذو سعة من سعته } وقوله عز وجل: { أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم }
وأنا – يا عزيزتي – لست مخيرا في ذلك ، بل مجبر ومسئول أمام الله سبحانه و أمام الشرع الحكيم إن أنا قصرت في حقك ...
إن لك في مالي حقا ثابتا ، وليس لي هذا الحق في مالك ، إلا في ظروف خاصة وبرضاك ، وليس في ذلك أي تحقير لك أو استعباد ، كما يحاول أن يوهمك خالك سامحه الله
عزيزتي البتول : إن لك في المقابل استقلالك المالي وحقوقك المادية والإنسانية ، التي لا يمكن أن أتطاول عليها ومن ضمنها احتفاظك باسمك، واحترام شخصك كإنسان له كيان، فأنت ستظلين أبدا تحملين اسمك واسم أهلك، ولن تصبحي بين عشية و ضحاها مادام1 عبد الله
إن أساس الزوجية – يا عزيزتي - المودة والرحمة {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة} لا تستقيم الحياة الزوجية دونهما ، فلتكن عقيدتك أن الذكر والأنثى يكونان معا تمام الدائرة البشرية ، و أنه ليس فيهما فاضل ومفضول إلا بالتقوى ولكن كل وموقعه الذي أراده الله له.
هذه جملة من حقوقك التي ينبغي أن تعرفيها ، وكلها تكريم وتشريف للمرأة كما رأيت ، فقارنيها إن شئت بما ينادي به بعض الأدعياء من حقوق، ما يقال عنها إنها طعنة من الخلف للمرأة، في أعظم ما تملك من أسرار الفتنة والجمال ، ألا وهي أنوثتها ...
هذا كل ما يمكن أن أقوله لك في هذه الرسالة ، فإلى فرصة أخرى / والسلام
1- " مادام" كلمة فرنسية تعني السيدة ، وظاهرة حمل الزوجة لاسم زوجها ما فتئت تنتشر بين كثير من الناس في بعض المجتمعات الإسلامية منذ بضعة عقود للأسف الشديد تقليدا لمجتمعات وثقافات أخرى

المخلص الوفي: م.عبد الله