بطاقة تعريفية

فضيلة الدكتور محمد عز الدين المعيار الإدريسي

مواقع التواصل

مراكش العلمة - 12

تاريخ نشر المقال 23-11-24 08:16:31

    من أوصاف مدينة مراكش
وصفت مدينة مراكش بأوصاف عديدة، و نعتت بألقاب و نعوت مختلفة، فهي "البهجة" و هي" العروس" " و" الوردة " و"الجوهرة " و" مدينة النخيل " وغير ذلك، لكن من أشهر أوصافها و نعوتها أنها"بغداد المغرب " كما تقدم و" مراكش الحمراء " و " مدينة سبعة رجال " كما يلي :
أولا - مراكش الحمراء
ترجع بداية و صف مراكش بـ" الحمراء" و ترديده على الألسنة إلى أوائل القرن السادس الهجري فيما بين أيدينا من نصوص ، من ذلك قول أبي العلاء زهر بن عبد الملك ابن زهر - عاش ما بين {507 و 595 هـ}:
أحن إلى الحمـــراء في كل ساعــــــــــة حنين مـشـــوق للعـــنــــــــــــاق والضــم
وما ذاك إلا أن جسمي رضيعــها ولا بــــــد من شوق الرضيع إلى الأم
ففي هذا العصر تم بناء سور مراكش الذي قال عنه الحسن الوزان إنه " سور في غاية الجمال والقوة، مبني بالطين المدكوك بالجير و الرمل الغليظ، الممزوج بالحصى" أقامه أمير المسلمين علي بن يوسف بن تاشفين باقتراح من شيخ المالكية في عصره أبي الوليد ابن رشد الجد {ت520 هـ} فأعطى للمدينة منظرا جميلا، و مظهرا بهيجا، و الحسن أحمر ،كما قال بشار بن برد:
فإذا دخلت تقنعي . . . بالحمر إن الحسن أحمر
و بقي هذا الوصف يتردد على الألسنة عبر العصور إلى اليوم
يقول محمد بن عبد الملك المراكشي {ت703هـ}:
لله مـراكش الحمـراء من بـــلد وحبذا أهلها السادات من سـكن
إن حــلها نازح الأوطان مـغترب أسلوه بالأنس عن حزن وعن وطن
بين الحديث بـها أو الـعيان لها ينـشا الـتحاسد بين الـعين والأذن
و يقول محمد بن علي الفشتالي {ت 1021ه}:
كسوت لحمراء الحواضر حلة . . . تضاءل بغداد لها و شئـــام
فتاهت بها تيه الذي أنت ذخره... له من حماك حُرمة و ذِمام
ومن الأناشيد الذي كان يتغنى بها أبناء المغرب الكفاح الوطني و بداية عهد الاستقلال
مراكش الحمراء يا أم البلاد ,. . . أشبالك الأحرار في كل ناد
و يقول أحمد الحلفاوي المراكشي { توفي بعد عام 1000هـ }
بيضاء مـــــحمرة الأسوار مخضــــــــــرة الـــ . . .
أقــطــار مــعـــــــــــــدومـة الأنـظار للـفـكــــر
لـيـــس لـهــــــــــــــا بـعـد مــــــكـة وطــيــــــبــتــها . . .
مــثـــــــل وشــبــهــتـــــــهـا بـمـــــــنتهي نظــــــــر
و قال محمد المدني الحمراوي.{1918 - ؟ }
مراكش الحمراء فيك مسرتــــــــــــي . . . و لديك احلام المنى تتحقـــــــــق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و شقائق النعمان فيها رايــــــــــــــــة. . . حمراء في تلك المرابع تخفــــق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مراكش الحمراء صوني عهـــــــــدنا إني بعهدك في النوى أتعــــــــلق
أحمد الدباغ {ت 1426 هـ = 2005م } :
أحمراء أنت عرين الأسود . . . و مهد العلا من سحيق العهود
فذا منـــــــارك رمز لعـــز . . . و شاهد حق بما للجــــــدود
و اختار الشاعر المراكشي محمد بن ابراهيم السراج {ت 1955م } لقب شاعر الحمراء كما أفصح عن ذلك في قوله مخاطبا الأستاذ علال الفاسي بـ "شاعر فاس" في ختام قصيدته " الدمعة الخالدة " التي هجا بها باشا مدينة فاس بسبب قمعه للحركة الوطنية و تنكيله بالوطنيين الذين ناهضوا الظهير البربري سنة 1930م تنفيذا لأوامر إدارة الحماية :
أنادي رصيفا لي هناك و إنني . . . أحب رصيفي فوق حب الورى طرا
أخي كل مالي دمعة و إخالها . . . لمثلك من مثـــلي تقــوم له عــــــــذرا
أشاعر فاس دون سابق رؤية ... عليك ســــلام من شاعر الحمــــــــــراء
هذا ما يمكن الاطمئنان إليه في أصل الحمرة التي وصفت بها مدينة مراكش أما قول ابن الصباح الأندلسي الآتي في رحلته فلا سند له و هو أنه :" ... كان ممن مر بالغرب من ولد حام كوش ، قال : كوش بن كنعان بن حام بن نوح عليه السلام مر بالمغرب هو وجماعته فنزلوا موضع هذه المدينة ( يعني مراكش) فبنوها بنيانا عظيما ... وقيل إنما بناها و غرس أشجارها و أجرى أنهارها و فتح آبارها وشيد سورها الأحمر بن سبأ، حين قعد في المغرب مائة سنة ... "
و للاستئناس فقط نشير - هنا - إلى ما قيل عن بناء قصر الحمراء بالأندلس بين أنه مشتق من بني الأحمر، آخر ملوك الأندلس قبل سقوطها ، و بين أن التسمية تعود الى لون التربة ...