بطاقة تعريفية

فضيلة الدكتور محمد عز الدين المعيار الإدريسي

مواقع التواصل

مراكش العالمة الحلقة - 15 بين قبر الغريب و قبر أمير المسلمين (3)

تاريخ نشر المقال 10-12-24 10:07:24

    بين قبر الغريب و قبر أمير المسلمين (3)
كثير هم الشعراء الذين رثوا يوسف بن تاشفين أو المعتمد بن عباد بصفة عامة والذين أنشدوا قصائدهم على قبر أحدهما بصفة خاصة، و في مقابل ما هو موجود من شعر بنفس الكثرة ، في الدفاع عن هذا الطرف أو ذاك أو مهاجمته، مع الإشارة إلى أنه لم يكن أغلب الشعراء في صف المعتمد بن عباد - كما يظن - في ما ناله من نفي وأسر ، بل وقف و يقف في صف يوسف بن تاشفين ، عدد مماثل من الشعراء وربما أكثر
أما شعر المعتمد الذي وظف في القضية،منذ اعتقل خارج قصره بإشبيلية وخلال رحلته من بلده إلى أن وصل أغمات و ما بعد ذلك إلى أن مات، فما كان ليبقى منه شيء لو كان تحت وطأة حكم مستبد أو حتى حكم عادل في بعض الأحيان ، و ما أكثر الشعر المخالف لسياسة الحكام - عبر التاريخ - الذي أعدم و لم يبق له أثر ، و مثل ذلك بالنسبة لشعر الشعراء الذين سمح لهم بالاتصال بالمعتمد وزيارته حيا في أغمات، وبالإنشاد عند قبره بعد وفاته ...
و علاقة بما تقدم في الحلقتين الأخيرة من أشعار، نختم هذا الموضوع بنماذج أخرى مكملة لما سبق :
أولها من الشعر القديم الذي أنشد على قبر يوسف بن تاشفين بعد وفاته مباشرة، قصيدة للشاعر الأندلسي أبي بكر محمد بن سوار الأشبوني {ق 6 هـ} منها:
ملك الملوك و ما تركت لعامل . . . عملا منة التقوى يشارك فيه
يا يوسف ما أنت إلا يوسف . . . و الكل يعقوب بما نـــــــطويه
اسمع أمير المسلمين وناصر ال‍ . . . دّين الذى بنفوسنا نفديه
جوزيت خيرا عن رعيّتك التى ... لم ترض فيها غير ما يرضيه
ـــــــــــــــــــــــ
فى كلّ عام غزوة مبرورة . . . تردى عديد الرّوم أو تفنيه
تصل الجهاد إلى الجهاد موفّقا . . . حكم القضاء بكل ما تقضيه
متواضعا لله مظهر دينه . . . فى كل ما تخفيه أو تبديه
و لقد ملكتَ بحقك الدنيا و كم . . . ملك الملوكُ الأمر بالتمويه
الأبيات
هذا من الشعر القديم أما من الشعر الحديث الذي ألقي عند قبر أحد الرجلين أو قيل في رثائهما فقد جمعت منه الشيء الكثير هذه بعض المختارات منه :
1 - من قصيدة بعنوان " وقفة على ضريح المعتمد بن عباد " للشاعر الكبير الأستاذ عبد القادر حسن العاصمي رحمه الله { ت 1417 هـ = 1996 م } في ديوانه" أحلام الفجر":
كانت ليوسف في الحمراء مملكة . . . و اليوم أصبح لا تأويه جدران
في روضة تركت أوصاله هملا . . . و المزن فوق تراب القبر هتان
2- من قصيدة للشاعر الكبير أستاذنا مولاي الطيب المريني دنيا - رحمه الله - {ت1414 هـ = 1994 م } بعنوان " في ذكرى الملك الشاعر المعتمد بن عباد" مطلعها :
رغم آهاته و عنف شقائه . . . ليس صبا من تعطفون لدائه
و منها :
أي ذكرى و أي سر مخلد . . . أثمر الحب في فؤادي فعربد
بالسنا يذهل الحليم بلطف . . . أسكر الطائر السجين فغرد
في صبايا الأنوار في عتمة . . . الليل مصيخا لأنة تتردد
3 - - من قصيدة في اثنين وثمانين بيتا على لسان يوسف بن تاشفين- للشاعر المبدع الأستاذ أحمد الدباغ {ت 1426 هـ = 2005} رحمه الله ، بعنوان :" أمير المسلمين يميط الغطاء و يبدي ما توارى في الخفاء" :
يقولـــــــــــــــون عني إنني متسلط . . . أدين بطغيان و أهفو إلى القهـــــــــــر
و جُرْتُ على من جاء يطلب نجدة ... و من سامه خسفا ذوو الشرك و الكفر
يقولـــــــــــــون إنني أنتشي بتوسع . . . و أزهو بإرهاب و أذكي لظى الذعــــر
و ذاك ابن عبـــــــــاد أتيت به الى . . . مهــــــــــــامه أغمات ليرسف في الأسر
فأنت إلهــــــــــــــــي عــالم بطويتي . . . و تعلم ما أبدي و ما غاب في الســــر
و تعـــــــــــــــلم أني ما كنت لسطوة . . . و هيمنة تدعو إلى الحيف و الجـــــــــــــور
الأبيات
وقال في قصيدة أخرى بعنوان : " الى ابن عباد" كتبها بالدفتر الذهبي الموضوع بجانب قبر المعتمد بن عباد يوم 28/ 4/1970 مطلعها:
يا مالكا مَلك القلوبَ بشعره . . . و بشعره يزهو صدى الإنشاد
لم يبق ملكك بل تبدد و انتهى . . . لا، لم تصنه جحافل الأجناد
لكن شعرك قد ملكت به الورى . . . يُتلى مدى الأزمان و الآباد
فبه تغنى السالفون جــــــدودنا . . . و به سيشدو موكب الأحفاد
4 - من قصيدة بعنوان : "وردة وجد على ضريح يوسف" من قصيدة في اثنين وثمانين بيتا كذلك للشاعر المتألق الأستاذ أحمد بلحاج آية وارهام أطال الله عمره :
لم تغتمض جفن إشبيلية فرقا . . . و جفن معتمد يلهو بما سلبا
ألقى على كاهل الأحلام بردته. . . واختال بين ظباء ترشف الضربا
كانت أمانيه للأكواب راقصة . . . كما الغواني، إن انتشى و إن طربا
لم يحفظ الدهر من أفياء نزوته . . . حرفا ، ولم يبتدح في المسك منجذبا
مثل اعتماد و قد أذكى مفاتنها . . . ليل المعازف لما طوق الأربا
انشر إباءك يا ابن تاشفين و خذ . . . سفائن النبض إن النبض قد غضبا
ـــــــــــــــــــــ
لولاك ما بسقت للدين دوحته ... فوق الجزيرة أو لبت له طلبا