بطاقة تعريفية

فضيلة الدكتور محمد عز الدين المعيار الإدريسي

مواقع التواصل

كلمة في تقريظ كتاب النجاة للأستاذ عمر بن عباد

تاريخ نشر المقال 17-04-25 09:09:16

    بسم الله الرحمن الرحيم
إن من أعظم البلايا ، التي انتشرت في العصر الحاضر ، بين كثير من الناس ، شيبا و شبابا، ذكورا وإناثا ، الإدمان على المخدرات ، و ما إليها من مفترات و مسكرات و غيرها من السموم...
تبدأ قصة كل متعاط لهذه السموم ، مجرد فضول أو تجربة لا أقل و لا أكثر ، ثم لا يلبث ذلك مع الإعادة والتكرار ، أن يتحكم بالتدريج في صاحبه ، فيتحول - مع الأيام - إلى مدمن يصابح ذلك الشر و يماسيه ، لا يستطيع الإفلات من قبضته ، أو التخلص من سطوته ، بل كلما طالت المدة ، و توالى الليل و النهار ، كلما اشتدت الأزمة ، و انقلبت النشوة آلاما ، و الحيوية و النشاط كسلا و خمولا، ، فتتدهور تبعا لذلك الأحوال ، و تتعاقب المحن و الأهوال ، فيظهر ذلك جليا على صفحة وجه المدمن و نفسيته ، و من خلال انهيار قواه العقلية والقلبية ، و يمسي عالة على أهله و مجتمعه ، مضيعا لأبسط الحقوق ، واقعا في أبشع العقوق ...
و قد جاءت الشرائع السماوية ، بوجوب حفظ الكليات الخمس ، التي قد يضيعها المدمن كلا أو بعضا ، هذه الكليات التي نظمها أحد العلماء مرتبة فقال :
دين فنفس ، ثم عقل ، نسب . . . مـــــــــال إلى ضرورة تنتسب
و رتبن ، و لتعطفى مساويــــا . . . وعرضا على المال تكن موافيا
فحفظها حتم على الإنســـان . . . في كل شرعة من الأديـــــــــــــــــــــــــان
و إن مما تجب العناية به من رجال العلم و التربية ، و دعاة الإصلاح وعلماء الاجتماع ، التصدي لعلاج هذه الآفة بالحكمة و الروية ، و بالإقناع المفضي إلى الإقلاع ، بأسلوب جميل غير قادح ، باعث على نشوة جديدة ، و أوبة إلى الصواب لذيذة ، تجعل النفس تنقاد إلى الحق ، و تعترف بالخطأ و تتوب من الذنب ، وهو ما سلكه المؤلف الشاب الأستاذ عمر بن عباد ، الذي ندب نفسه للإصلاح ، في هذا الكتاب المعبر من عنوانه عن محتواه " النجاة من أسر العادات السلبية والإدمان إلى الاختيارات الإيجابية " فلم يهتم بالبواعث و الأسباب ، قدر ما ركز على الحلول و وسائل العلاج ، بادلا النصح للمدمنين عامة ، وللشباب منهم خاصة ، أن يترفعوا عن أن يكونوا فريسة سائغة لهذه الآفة القاتلة ، وأن يتجنبوا الوقوع في حبائل هذه اللذة الزائفة ، داعيا إياهم إلى ما يحقق لهم النجاة ، و يحفظ عليهم أبدانهم و عقولهم ...
بارك الله فيه و في أمثاله ، من الشباب الصالح المصلح ، و حقق بهم أمل الأمة في نجاة أبنائها ، من مثل هذه الشرور و الآفات الفتاكة ...
و الله الهادي إلى الصواب