تَنازَعني وأنا أهم بتحرير هذه المشاركة في هذه الندوة المباركة حول الحركة العلمية بإقليم شيشاوة ،" إحساسان متناقضان في الظاهر، متضامنان في العمق: إحساس أول مثبط يصدق عليه المثل العربي السائر :" كناقل التمر الى هجر" الذي يضرب لمن يجيء بالعلم لمن هو أعلم منه. على ما هو معتاد من أن يكون أهلُ الرجل أعلمَ به من غيرهم، و أهل مكة أدرى بشعابها كما يقولون
و إحساس ثان محفز يستحضر ذلكم القول المشهور :" أزهد الناس في العالم أهله" ورفعه بعضهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، و لا يصح ذلك، بل هو موضوع ذكره أبو الفرج ابن الجوزي في الموضوعات، لكن يبقى معناه صحيحا، وهي حقيقة مرة في تاريخنا وواقعنا المغربي، يتحمل تبعاتها أبناء أبي السِّباع اولا و الشيشاويون و المراكشيون ثانيا، و كل المغاربة أولا و آخرا هي حقيقة طالما اشتكى منها العلماء و تأسفوا عليها...
و كم من فاضل نبيه طوى ذكرَه عدمُ التنبيه ، فصار اسمه مهجورا كأن لم يكن شيئا مذكورا " كما عبر صاحب مرآة المحاسن
و بعد فإنه لحد الآن لم يحظ - فيما أعلم - هذا العالم الجليل، والطود العظيم، على شهرته، بما يستحق وتستحق مؤلفاته من العناية و الاهتمام و لا تكفي ندوة أو ندوات ولا كتاب أو كتب لتغطية كل جوانب حياته و مضامين آثاره، بل يتطلب الأمر قبل كل شيء تحقيق مؤلفاته و نشرها ثم تاتي بعد ذلك الأبحاث و الدراسات لإبراز مكانته العلمية و قيمة إسهاماته في الحركة العلمية ببلاده ...
و قبل الحديث عن العلامة محمد بن ابراهيم السِّباعي وعن تراثه نمهد لذلك بالكلام على عصره بإيجاز من الناحية السياسية و العلمية على وجه الخصوص ... فعلى المستوى السياسي عاصر ستة من ملوك الدولة العلوية الشريفة هم:
المولى عبد الرحمن بن هشام 1238 - 1276 هـ} والمولى محمد بن عبد الرحمن {1276 – 1290 هـ} والمولى الحسن الأول { 1290 – 1311هـ} والمولى عبد العزيز {1311- 1325 هـ} والمولى عبد الحفيظ {1325 – 1330هـ}، المولى يوسف {1330 – 1346 هـ}
و هي فترات من التاريخ عرف المغرب خلالها تحولات كثيرة و انتقالات متتالية من بداية الأطماع الأجنبية الى اضطراب الأحوال وتوقيع وثيقة الحماية ووقوع الاحتلال، فكانت خلال ذلك موقعة إسلي مع الفرنسيين قرب وجدة و كان سببها هجوم فرنسا على الجزائر عام 1246 هـ1830م } ثم تدخل المغرب لنصرة الجارة ناكرة الجميل دون جدوى حيث خسر المعركة عام{ 1260هـ - 1844 م} بل كاد يفقد استقلاله من ذلك التاريخ ، ثم كانت حرب تطوان مع الإسبان عام 1276هـ = 1860م وكان في الأخير توقيع عقد الحماية و وبداية الاحتلال ودخول الهبة الى مراكش كما عاصر ما رافق ذلك من أزمات اقتصادية وما نتج عن الحمايات الأجنبية من مخاطر
وقد تفاعل العلامة السباعي من موقعه مع الأحداث و التطورات التي عرفتها البلاد كأحد كبار علماء المغرب و مفتيه في زمانه، فتأثر بذلك و أثر فيه كما سنرى من خلال بعض الأمثلة الشاهدة على حضوره المتميز ...
أما فيما يتعلق بالحياة العلمية في العصر فممن توسع في الحديث عنها المشرفي في "الحلل البهية في ملوك الدولة العلوية و عد بعض مفاخرها غير المتناهية " وابن زيدان في كتاب النهضة العلمية على عهد الدولة العلوية " و خلاصة حديثهم على هذا الجانب هو أن هؤلاء الملوك الذين عاصرهم السِّباعي كانوا من العلماء وكان اهتمامهم بالعلم وبأهله كبيرا و في إفادة من إفادات الشيخ محمد عبد الحي الكتاني بعنوان :"حالة العلم بالمغرب أواخر القرن الثالث عشر قال:"سألت عام 1331 في مراكش عالمها وكبير فقهائها الصاعقةَ المعمَّر مجيزَنا أبا عبد الله محمد بن ابراهيم السباعي عن حالة العلم بالمغرب و العلماء في المدة التي كان يتعاطى فيها التعلم في حدود السبعين و مائتين و ألف و اليومَ و الفرقِ بين علماء اليوم و ذلك العصر؟ فذكر له أن العلماء الذين قرأ عليهم بفاس في أواخر القرن المنصرم كان كل واحد منهم منفردا بعلم يقرئه و يحرره ... لا يدري ما عداه ...
قال : أما طلبة اليوم فهم أقوى مشاركة و أقدر على ما يريدون بالنسبة لشيوخهم. نعم فقهاء البارحة كانت نفوسهم أكرم و دينهم عزيز، و اليوم انصرفت نفوس الطلبة الى الدنيا لا الى غيرها، ويتبعهم قوم لا هم بحال أولئك ولا هم بحال هؤلاء الموجودين
ونشير في الأخير إلى أنه عاصر دخول المطبعة الحجرية الى المغرب لفاس على عهد السلطان المولى محمد بن عبد الرحمن
المحور الأول – من ملامح شخصية
شيخ الجماعة محمد بن ابراهيم السباعي
أول ما يستوقف الباحث في ترجمة العلامة السباعي بعض مفردات أصله ونسبه وألقابه العلمية، وكل مفردة من هذه المفردات تستدعي ذيولا وهوامش قد يستغرق الحديث المركز عنها عشرات الصفحات، الشيء الذي لا يتسع له المجال في مداخلة محسوبة بدقائق معدودة
هو أبو عبد الله محمد بنُ ابراهيم بنِ محمد بن الحفيد السِّباعي الحاجي العبيدي الحسني المراكشي "التكرور" أو التكروري
السباعي نسبة الى عامر الهامل الملقب بأبي السباع دفين جبل أضاض (مَدَّنْ) بسوس من أهل القرن الثامن الهجري فيما يظهر والسِّباعيون أولاده منتشرون كثيرون ..." عرفوا بأنهم " لا يقبلون الضيم، و لا يرضخون لمن يسومهم الخسف ... ."
" ... هم أهل علم و شجاعة، و قوةُ شوكتهم و صلابةُ شكيمتهم وفرت لهم مكانة يهابها الأعداء ويعتز بها الأصدقاء"
و حين نقرأ ما سجله التاريخ من أخبار قبيلة أولاد أبي السباع وطبيعتها و صفاتها ونقرأ ترجمة محمد بن ابراهيم السباعي نجده تجسيدا تاما للوراثة التي ورثها من آبائه و أجداده و للبيئته التي نشأ و عاش فيها، فلم يتخلف شيء من ذلك في طبعه وسلوكه، فكان له رحمه الله لسانٌ حاد و قلم كالسيف لا يبقي و لا يدر على المبتدعين والمخالفين للشرع المطهر، فإذا رفعت إليه فتوى لبعض معاصريه ووجد فيها تحريفا أو تساهلا بالغ في فضيحة صاحبها نصرة للحق ...و لم يقتصر في الإنكار على العلماء والمفتين بل تصدى للإنكار على المخزن في وقته ، و بيان أحوال الوزراء و الكتاب الملتفين حول السلطان و ما هم عليه من سوء السيرة ونهب أموال الرعية منبها على سوء أفعالهم و نصحهم مخافة أن تتخرب الدولة بأعمالهم "
هو العْبَيْدي : نسبة الى الَعْبَيْدات التي تنتسب الى ابراهيم بن أُعْمُر بن عامر الهامل ، الحاجي : نسبة إلى الحاج بن ادْميس بن عبد الوهاب من حفدة ابراهيم بن أُعْمُر بن عامر الهامل أبي السباع و يطلق عليهم أولاد الحاج و لا يصح ما ورد في بعض المراجع من أنه الحاحي الحسني: قال عبد الحفيظ الفاسي :"... وكون المترجم معروفا بالحسني يبعد أن يكون سلفه من صميمها فلعل آباءه دخلوا فيه وليسوا جلدتها فنسبوا إليه و هذا واقع في كثير من القبائل " و و هو ما رد عليه العلماء منهم الدكتور حمداتي شبيهنا ماء العينين في كتاب قبائل الصحراء المغربية حيث قال:"من المتواتر المتفق عليه صحة انتساب أبناء أبي السباع الى الشرف فهم منحدرون من نسل مولاي إدريس كغيرهم من أكثرية الشرفاء القاطنين في الصحراء المغربية ... و حتى أولئك الذين حاولوا الكلام في نسبهم لم يردوه بردود تنفيه و إنما نسبوهم للعرب و كل الشرفاء عرب و هذا ما وقع فيه عبد الحفيظ الفاسي ... والذي رد عليه العلامة المجاهد الأستاذ القدوة السيد عبد الله بن عبد المعطي الحسني الإدريسي في كتابه: "الدفاع و قطع النزاع عن نسب الشرفاء بني السباع"
التكرور : يقول هو نفسه في آخر كتابه :" المقول بصريح الشرع المنقول، أو رسالة السباعي المراكشي في بيان حُرمة آل البيت النبوي " : هذا عبيدك المسرف إلى نفسه محمد بن إبراهيم التكرور السباعي الحاجي ...
نبدأ بـ " تكرور" وهي حسب ياقوت: بلاد تنسب إلى قبيل من السودان في أقصى جنوب المغرب ... " و ذكر القلقشندي إن مملكة التكرور تشتمل على أربعة عشر إقليما وان أكثر ما يجلبه إليها تجار المغرب الأقصى هو الصوف والنحاس والخرز وأكثر ما يشترونه منها هو التبر الذهب الخالص
و من الشعر الذي ينسب الى الإمام الشافعي رحمه الله {ت204هـ} قوله :
أَمطِري لُؤلُؤاً جِبالَ سَرَنديــ . . . ـبَ وَفيضي آبارَ تَكرورَ تِبرا
و باختصار يمكن القول بأن مصطلح التكرور تحول مع مرور الزمن ليصبح مرادفا لمصطلح شنقيط و في القاموس المحيط للفيروزآبادي:" تُكْرور بالضم بلد بالمغرب و كأني بالعلامة محمد بن ابراهيم السباعي و هو يتشبث بالتكرور أو التكروري يعبر عن اعتزازه بأصوله الصحراوية المغربية أصول أبناء
المراكشي: لم تفصح مصادر ترجمة العلامة محمد بن ابراهيم السباعي عن مكان ولادته، فعبد الحفيظ الفاسي قال هو :"من أهل مراكش" و قال القاضي العباس بن ابراهيم : " قرأ بمراكش و بدمسيرة ... ثم رحل بعد السبعين لفاس بقصد تتميم دروسه بها ، ثم انتقل الى مراكش فاتخذها قرارا و وطنا ، و ما زال بها إلى توفاه الله تعالى " وما جاء في بعض المراجع أنه ولد بمراكش و انقسمت مرحلة دراسته الأولى بين مسقط رأسه و بين قبيلة دمسيرة فلا يوجد ما يؤكده بل يشوش عليه ما جاء في ترجمة أحد زملائه في تلقي العلم بمراكش، وهو أبو الحسن علي بن ابراهيم السكسيوي الشيظمي {ت1331 أو 1332 هـ } نشأ ببلده ورحل الى مراكش، فكان في رفقة أبي عبد الله محمد بن ابراهيم التكرور في بيت واحد وقرآ على مشيخة واحدة، ومكث به أربع سنين ثم شد الرحلة إلى سوس "
هذه المعلومة توحي بأن محمد بن ابراهيم السباعي، رحل من بلده أولاد السباع إلى مراكش، وأنه سكن مع زميله هذا في مدرسة ابن يوسف أو غيرها من مدارس سكنى الطلبة التابعة له في ذلك الوقت .
نعم كان والده حيا طيلة مدة دراسته في كل من مراكش و فاس ،كما دل على ذلك ما جاء في ترجمة شيخه أحمد بن عمر السباعي الدكالي الفرجي { توفي حوالي سنة 1280هـ = 1863م}
قال عنه المترجم : لما رجعت من رحلتي الفاسية، قال لي والدي : هل قرأت على سيدي أبي العباس بن عمر ، فقلت : لا ، قال : ارجع حتى تقرأ عليه "
ألقابه :أما ألقابه التي ترددت في المصادر بكثرة، فهي: الإمام الذي لا يكاد العلامة العبدي الكانوني يذكر في كتبه المترجم دون اقتران اسمه به، وهو لقب لا يختلف معناه الاصطلاحي عن معناه اللغوي و يقصد به من يقتدى به في أقواله ومنه الأئمة الأربعة، و شيخ الجماعة و هو يعبر به، عمن يكثر علمه لَمّا كان من شأن الشيخ أن يكثر تجاربه ومعارفه"
يقول أبو مروان عبد الملك بن زيادة الله الطبني مخاطبا من المشرق ابنه زيادة الله بالأندلس:
يا أهل أندلس ما عندكم أدب ... بالمشرق الأدب النفاح بالطيب
يدعى الشباب شيوخا في مجالسهم ... و الشيخ عندكم يدعى بتلقيب
و قد اتُخِذَ "الشيخ" لقبا في عهد الدولة العثمانية لكل من يقوم بوظيفة " الإمامة" في الدين، ويكون أكبر مقاما لدى سلطان المسلمين ولا يبعد تأثر السعديين بالعثمانيين في هذا اللقب، مع بعض التميز الذي جعل لقب شيخ الجماعة من الألقاب العلمية التي اختص بها المغاربة وعرفتها بعض المدن العلمية العريقة بالمغرب كمراكش و فاس وسلا، وتحلى بها علماء كبار انتهت إليهم في زمنهم الرئاسة العلمية فهو شيْخ العُلَمَاءِ وكبِيرهُمْ ...و نجد في كتب التراجم ابتداء من أواخر الدولة المرينية و أوائل الدولة السعدية علماء حملوا هذا اللقب
منهم شيخ الجماعة أبو مهدي عيسى الغبريني {ت ـ ق 9هـ} ، ومن شيوخ الجماعة بمراكش في العصر السعدي : شيخ الجماعة عبد الواحد بن أحمد الشريف السجلماسي الحسني {ت1003هـ} ومنهم في العهد العلوي : شيخ الجماعة محمد بن ابراهيم السباعي {ت 1914م} " والحاج العربي البربوشي الرحماني {ت 1935م} ومحمد بن عمر بن نوح السرغيني {ت 1356ه} و مولاي أحمد العلمي اليملاحي {ت 1358ه} و محمد بن عثمان المسفيوي {ت 1365ه = 1945م ومحمد بن لحسن الدباغ {ت1371ه = 1952م} قبل أن يحل محله لقب رئيس المجلس العلمي مع المجلس التحسيني بالقرويين بفاس على عهد المولى يوسف ثم بابن يوسف بمراكش على عهد جلالة المغفور له محمد الخامس
المفتي: وَصَفَ القاضي العباس بن ابراهيم السملالي المراكشي المترجم بـ"الفقيه العلامة الذي تمشي تحت علَم فتياه العلماء الأعلام " " انتهت إليه رئاسة قلم الفتوى في مراكش مع كثرة من كان بها من الشيوخ إذ ذاك ، بل كانت ترد عليه الأسئلة من كافة أنحاء المغرب فيجيب عنا بما يبهر العقول من غير تسويد لكثرة تحصيله و استحضاره و لا يبقي عنده منها نسخة و لو جمعت لأربت على نوازل المعيار "
وأضاف عبد الحفيظ الفاسي أنه:" يمكث في مجلس الفقه الثلاث ساعات ، فيباحث نقاد الطلبة الذين يحضرون مجلسه و يسائلهم و يستخرج ما عندهم، ويحرك هممهم ..."
و وصفه عبد الحي الكتاني : بعالم مراكش "و كبير فقهائها الصاعقة المفتي المعمر مجيزنا ..."
وهذا نموذج حي لمزاج العلامة السباعي و لردوده القوية على مناظريه في واقعة حكاها تلميذه الأديب مولاي امبارك المراني المراكشي نبراس حومة المواسين بمراكش كما حلاه بذلك العلامة المختار السوسي عن شيخه الآخر العلامة مولاي أحمد البلغيثي {1270 - 1348هـ} قال :"ورد علينا مرة الأستاذ سيدي محمد بن ابراهيم السباعي فاسا، فتلقاه علماء فاس عن آخرهم بالتجلة و التكرمة : سيدي أحمد بن الخياط و الوزاني و القاضي العراقي فمن دونهم فأقاموا له الضيافات فجرى يوما ذُكِر طلاق العامة المجرد هل يحمل على الطلقة البائنة أو الرجعية؟ قال - البلغيثي-: و قد كانت مما تقدم فيه الخلاف قبل ذلك الحين، فألف سيدي المهدي الوزاني ومن قال برأيه تأليفا أيد فيها أنها رجعية، و ألف سيدي أحمد ابن الخياط في أنها بائنة احتياطا، و كان الغالب يقول بما قال به ابن الخياط لمكانته من الدين والتثبت، فحين جرت فيه المذاكرة مع السباعي قال : إنها رجعية بلا شك، فناقشه من يقول بغير ذلك، فانتفض السباعي فقال: إن الفقه متبع لا مبتدع، والأصل في الطلاق إذا أطلق أنه رجعي، و لا ينقله إلى البينونة إلا النية أو التلفظ، و قد جعل الله للناس في ذلك راحة ، و أو جد لهم في المراجعة مخرجا لمن ندم ، فطاوله بعضهم، فقام السباعي و قال : أتحسبون أن أحدا لا يفهم العلم سواكم ، فغضب ، قال البلغيثي: ثم لم يسترد إلا بعد حين فجبر الحاضرون خاطره وتركوا ملاججته ثم صار يبين المقاصد في ذلك بالنصوص.
قال البلغيثي : فإذ ذاك فقط انقشعت عن عيني غِشاوة كثيفة فعلمت أن بالمغرب علماء آخرين غير من نعرفهم بفاس، و ذهب عني ما كنت أسمعه من صغري: لا علم إلا علم الفاسيين، و لا عالم اليوم بفاس إلا ابن الخياط، قال: ثم لما صرت أجول في المغرب أدركت مقدار غلطنا و أننا في أقماع من الجهالة بأنحاء المغرب في حين أننا غير شاعرين..."
عقب العلامة المختار السوسي على ذلك بقوله :" هذا ما حكاه لي مولاي امبارك ... و هو مما يدل على إنصاف البلغيتي ومن أولى به أن يكون منصفا غير أنه قلما يسلم إلا إذا استبان الحق و إلا فإنه يُلاجُّ الى آخر نفس
و من فتاواه الدالة على تفاعله مع عصره و مراعاته للمصلحة موقفه من ضريبة الترتيب التي ظهرت في عصره و استشار فيها المولى الحسن الأول العلماء فوقفوا منها موقفين مختلفين موقف التأييد و ممن مثله اللى جانب العلامة السباعي الحسين بن عبد الرحمان السوسي السملالي{ت1309 هـ = 1891م } وعلي بن محمد السوسي السملالي صاحب كتاب " عناية الاستعانة في حكم التوظيف والمعونة "{ت 1893 م}، وممن عارضها أحمد بن خالد الناصري {ت1315هـ= 1897م} وله في ذلك تأليف في حكم المفقود بعنوان "قانون في الترتيب والجبايات المالية بالمغرب " وإبراهيم التادلي الرباطي {ت 1311هـ}
أخلاقه وسعة حاله : يمكن القول بأنه كان رحمه الله ملتقى النظائر فذا بين أقرانه، مفرد زمانه، إلا أنه قام مقام الجمع على حد تعبير القاضي العباس بن ابراهيم، يجتمع تحت إيهابه العلم الوافر، و القريحة الجيدة ، و البديهة السريعة، في متانة الدين وسمو الأخلاق، و التباعد عن السمعة والرياء ، كثير الحاشية والتلاميذ عظيم الثروة ألحقه سلاطين عصره بالصالحين ...
و ناله من حدبهم و كرمهم الشيء الكثير، أمره السلطان المولى الحسن بتأليف كتاب في تاريخ الدولة العلوية فلما ألف تاريخه البستان أقطعه دارا بحومة القصور من الحضرة المراكشية، قال ابن زيدان{1295 – 1365هـ = 1878 – 1946م} :" لا زالت من جملة أملاك ورثته " و توجه إليه يوما متشفعا في بعض أقاربه الذين كانوا بسجن السلطان، فقبل شفاعته و أجزل صلته و كذلك كان حاله مع السلطان المولى عبد الحفيظ الذي حضر ختمه لصحيح البخاري بجامع ابن يوسف بمراكش و لما فرغ من الدرس وصله بمائتي لويز ذهبا ..." وكان من قبل قد وصل الشيخ يوسف النبهاني بخمسين لويزا ذهبا بواسطة الشيخ محمد بن جعفر الكتاني فاستقل الصلة و أجاب السلطان شعرا :
أعبد الحفيظ مليك الورى . . . و أنت الكريم ونسل الكرامْ
أتتني خمسونك المرسلاتُ . . . على يد ذاك الإمام الهمـــــامْ
تناولتها مثل شرب الدواء . . . بدون ابتهاج ودون ابتســــامْ
أخوك العزيزُ حباني النهى. . . بدون سؤال مائات جســـامْ
الأبيات
اعترافه بفضل سلاطين الدولة العلوية الشريفة عليه
حساده : لم ينج العلامة السباعي من حسد الحاسدين لما أنعم الله عليه كما قال من فراغ اليد من شواغل الدنيا فلم يتعاطاها بتجارة و لا غيرها مما يخل بالديانة ، فانقطع للتعليم و مال المتعلمون كلهم له عن غيره لأمرين : عدمِ الاشتغال عنهم بلا بطالة و يأتون بظن حسن و نية خالصة فيفتح الله عليهم في قريب لخلوص نيتهم لا غير ، فاشتد الحسد ممن ليس لهم هم إلا في سعاية أو شكاية
محنته و سجنه: قال :"...إن هؤلاء الملوك الكرام قد ألحقوه بالصالحين وليس منهم ، و بالعلماء الذين كتب الله امتحانهم على أيدي الملوك بأن سجنوه ثلاث مرات : الأولى على يد السلطان سيدي محمد واثنتان على يد ولده المولى الحسن لأمور نسبت إليه من الدائرة المخزنية إذ ذاك و المتملقين إليهم ممن كان ينكر ويشهر أعمالهم ، كما تم نفيه من مراكش إلى فاس لكن هذه السجنات كانت لها بركات قال عنها إنه كان يصب عليه الخير فيها صبا ببركتهم وصلاح نياتهم ، ففي المرة الأولى لم يكن عنده غلآ الكتب وحرم الدويرة، و كم من ليلة يبيت في الظلمة بدون مطالعة، نصاب القراءة لعدم ما يسرج به ، ثم إنه خرج منها غنيا، و الثانية قد أقبلت المسغبة و لو أدركته بمراكش لباع الدويرة و الكتب فسجن و نقل إلى فاس بدون زاد، و فيه نال من الدنيا ما لم ينله قط، حتى رجع بأمتين و بغلتين و دراهم
اما السجنة الثانية فكانت حاصل اتصاله مولاي علي بن المولى عبد الرحمن الذي كان يخالطه كثيرا الفقيه المؤرخ الوزير كنسوس و كان يبسط صدره وآماله بأشعار ونحو ذلك، فلما انقطع عنه بفقد بصره و تقعده صار يبحث عن عوضه، فكأنه أشير له بالعلامة محمد بن إبراهيم، فصار يبعث إليه و يحضره و يقدمه في الجلوس معه على الطعام و يؤخر من سبقه إليه من أهل العلم و فيهم أشياخه الذين هم أكبر منه سنا الى أن حدث ما جعله يرغب عن مخاطته في قصة ذكرها صاحب الإعلام
موقفه من الحمايات الأجنبية:
كان رد فعل الطبقة الواعية في تاريخ المغرب بطريقة أكثر جدية، من أروعها كما قال العلامة المنوني ما كان لعلماء المغرب من مواقف وطنية صريحة ضد أصحاب الحمايات المغاربة ، و هم الذين كانوا يدخلون تحت حمايات الدول الأجنبية ضدا على الدولة المغربية و كانت مقاومة هذه الحمايات موقفا إجماعيا من طرف كل علماء المغرب و من بين هؤلاء أفراد عارضوها بالتأليف منهم العلامة محمد بن ابراهيم السباعي بكتاب "كشف الستور عن حقيقة كفر أهل بسبور"
ألفه في حدود التسعين، وأبدي فيه غيرته على الدين الإسلامي، وسخطه على هؤلاء الذين انساقوا للأجانب فرضوا بهم أنصارا
ومنها كتاب“إيقاظ السكارى المحتمين بالنصارى لأبي الحسن علال بن عبد الله الفاسي الفهري {1314هـ =1896م}، ”، وكتاب “الويل والثبور لمن احتمى بالباسبور” من تأليف الحاج العربي المشرفي{ت1313 هـ =1895م} و كتاب آخر بعنوان: “الرسالة في أهل الباسبور الحثالة”، وكتاب الدواهي المدهية للفرق المحمية لجعفر بن ادريس الكتاني {ت1323 هـ = 1905 م} وللمهدي الوزاني في نوازل المعيار الجديد فتوى في الموضوع وقد كانت هذه الحملة من الفقهاء تأييدا مطلقا لسياسة المولى الحسن الذي كان يعمل جهد مستطاعه للحد من سطوة الامتيازات الأجنبية. .
موقفه من دخول الهبة الى مراكش: ذكر العلامة المختار السوسي في المعسول كاية عن القائد ناجم الخصاصي قال"... فذهبت أنا و أصحابي الى دار المتوكي فوجدت عنده القائد العيادي و الفقيه التكروري السباعي و قد كان التهامي الاكلاوي حاضرا فانخنس عنا لما رآنا داخلين ، فقام التكروري و طلب مِن يرعى أن يذهب معه فاعتذر له ... ثم وصلني رسول يرعى يستحثني أن أصله في الحين فذهبت فوجدت عنده كل الفقهاء السباعيين ..."
"...قال فبقيت هناك في دار القائد يرعى خمسة أيام ثم انتقلنا الى داره الأخرى في سيدي المختار فنزلت عنده فيها أياما أيضا ... ثم كتب إليه الفقيه التكروري رسالة يقول له فيها :"إنك يا يرعى لست من صميم السباعيين الأصليين، و إنما أجدادك ُقيُون لسيدي المختار ثم اندغم فيه آباؤك الأخيرون ، ثم إنك إن غدرت في ضيفك يوشك أن يفضحك الله في أهلك فضيحة عظيمة ثم إنني إن فعلت ما يكاتبك به بعض الناس فغدرت ضيفك سأبين للناس أجمعين ما هو أصلك ونسبك "
شيوخه :
أ – بدمسيرة:
1 - سعيد الدمسيري الملقب ببولواح قال صاحب الإعلام :"قرأ بمراكش وبدمسيرة على شيخه سيدي سعيد بولواح في حدود الستين ومائتين وألف
وصفه عبد الحفيظ الفاسي بالعالم الكبير الولي الشهير أبي عثمان سعيد الدمسيري لازمه مدة و انتفع به كثيرا "
و قال إذ ابراهيم التامري:" لا نعرف عن هذا السيد لا ما قل و لا ما جل كل ما نعرفه عنه أنه أستاذ ممتاز و من أشياخ مترجمنا ( يقصد أحمد بن سعيد الجيد الحاحي " وكتب في آخر إجازته له :" كما أجازني أشياخي منهم الفقيه سيدي سعيد الشريف الأكثيري ... وكتبه مقيده في انسلاخ ذي الحجة الحرام سنة 1276 هـ - سعيد بن محمد بلوا ح لقبه الدمسيري"
ذكر العلامة محمد المختار السوسي من ضمن مدارس أولاد أبي السباع :" مدرسة بنسيرة – قال – وتعرف بمدرسة بولواح وممن تخرج منها الفقيه السباعي الشهير– يقصد محمد بن ابراهيم و قد خلت المدرسة منذ زمان ونقل الأستاذ رشيد اليزيدي – حسب قوله ترجمته " من مخطوط خطه الفقيه سيدي سعيد بلواح بيده في مجلد ضخم فيه مجموعة من المنظومات وشروحها و اعتمادا على ذلك كتب ترجمة لأبي عثمان بلواح لكنها تحتاج الى المراجعة بالعودة الى المخطوطة لأنه بعد القول بأنه ولد عام 1190هـ قال بعد ذلك " و قد اشتغل بأخذ العلم كما سطر بيده في كتاب مخطوط له عام 1251 هـ عند شيخه الفقيه اللبيب الأريب أبي سالم سيدي ابراهيم الحرار فمكث عنده أربع سنوات " " ... ثم فتح الله عليه بلؤلؤ نفيس من لؤلؤ الجنة فتم المقصود عام 1255 هـ" وهنا يتأكد و جوب مراجعة الأمر لأن تاريخ وفاة شيخه أبي سالم لا ينسجم مع ذلك حيث جاء آخر ترجمته :"و لم يزل على جهاده – رحمه الله – حتى توفي بالوباء عام 1214 هجرية " أي بأكثر من أربعين سنة عن التواريخ الآنفة الذكر
ب– بمراكش : يفهم من كلام القاضي عبد الحفيظ الفاسي أن العلامة السباعي كانت قراءته أولا بدمسيرة ثم انتقل في حدود سنة 1269 إلى فاس فبقي فيها سبع سنين إلى أن تمم دراسته و أجازه مشايخه فخرج منها عام 1286هـ قاصدا مراكش فاستوطنها" و الظاهر أن القاضي العباس بن ابراهيم كان أضبط لهذا الأمر من صهره الفاسي حيث ذكر أن العلامة السباعي" أخذ العلم رحمه الله عن شيوخ وقته بمراكش وفاس و غيرهما" " قرأ بمراكش و دمسيرة على شيخه سيدي سعيد بلواح ... في حدود الستين و مائتين، ثم رحل بعد السبعين ...لفاس بقصد تتميم دروسه بها فبقي نحو خمس سنين، ثم انتقل الى مراكش فاتخذها قرارا و وطنا و ما زال بها إلى أن توفاه الله تعالى "
2 - مولاي الصادق العلوي{ت 1279هـ } قال المراكشي في ترجمة السباعي : أخذ العلم رحمه الله عن شيوخ وقته بمراكش و فاس و غيرهما، وأجازه مولاي الصادق العلوي، دفين روضة مولاي علي الشريف بمراكش
وعندما ترجمه باسم الصادق بن محمد الهاشمي العلوي{ ت 1279هـ} قال:"و دفن بداخل قبة مولاي علي الشريف بجنب ضريح أمير المومنين مولاي سليمان " :" ثم قال :تنبيه- مولاي الصديق بن الهاشمي غير مولاي الصادق ، فمولاي الصديق مدغري من حفدة مولاي عبد الله بن طاهر ...
و أوضح الأمر و صححه عبد الحفيظ الفاسي فقال :"أبو عبد الله محمد الصادق بن محمد بن التهامي بن محمد بن محمد مرتين بن الحسن بن الحفيد بن أبي القاسم بن الحسن بن يوسف بن علي الشريف العلوي المدغري هكذا رأيت نسبه بخطه في آخر إجازته للمترجم – السباعي – خلافا لمن زعم غير ذلك و قد كانت وفاته بمراكش و دفن بمراكش سنة 1279 هـ بروضة الشريف مولانا علي لاستدعاء السلطان له لقراءة الحديث معه و هو يروي عن والده عن الهلالي عامة الخ
3 - عبد المالك بن أحمد الفاسي {ت1290هـ} : ذكره ابن الموقت ضمن شيوخ السباعي بعبارة :"العلامة مولانا عبد المالك الفاسي " ترجمه المراكشي في لإعلام كان فقيها أديبا توفي بمراكش و دفن بجوار السهيلي و في إتحاف المطالع :" عبد المالك بن أحمد بن عبد المالك بن حمد بن عبد الرحمان بن الشيخ عبد القادر الفاسي الفهري العلامة الفقيه الأديب المشارك توفي بمراكش" و هو غير مولاي عبد المالك بن محمد العلوي الضرير {ت1318 هـ}
4 – مولاي أحمد بن الحسن بن قاسم المعروف ببوغربال {ت 1291 هـ}
5 – أحمد بن مبارك الرحماني الجرني المراكشي {ت1304هـ}
6 – مولاي عبد المالك الضرير بن محمد العلوي {ت 1318 هـ } وصفه القاضي العباس المراكشي "بالولي الصالح البركة الناصح العالم العلامة الدراكة الفهامة "وذكر أن له مراثي نبوية و أذكار و أدعية وختمة على مختصر خليل و تواليف في النصيحة، و قصائد في مدائح نبوية على حروف المعجم ، توفي بفاس وصلي عليه بجامع القرويين و دفن بالزاوية الناصرية.
قال المراكشي : أخبرني الشيخ – السباعي - رحمه الله أنه قرأ علم العروض على الشريف العلامة مولاي عبد المالك الضرير العلوي و أن شيخه المذكور أقرأه بهذه الحضرة سابقا كما أخبرني أنه أقرأ بفاس جميع صحيح البخاري ..." و من زملاء السباعي في تلقي العلم بمراكش أبو الحسن علي بن ابراهيم السكسيوي الشيظمي {ت1331 أو 1332 هـ } نشأ ببلده ورحل الى مراكش فكان في رفقة أبي عبد الله محمد بن ابراهيم التكرور في بيت واحد و قرآ على مشيخة واحدة ومكث به أربع سنين ثم شد الرحلة إلى سوس "
ومنهم مولاي علي بن محمد بن علي العدلوني{ 1280 – 1366 هـ = ... – 1947م } قال نجله مولاي أحمد العدلوني بأنه " دبج بمراكش مع عالمها المشارك الشيخ محمد أزنيط ... و مع الشيخ المفتي المتفنن السيد محمد بن ابراهيم السباعي..."
ج– بفاس : قال المراكشي :" ... ثم رحل بعد السبعين بموحدة لفاس بقصد تتميم دروسه بها ، فبقي نحو خمس سنين ..." 7 – محمد بن عبد الرحمن الفلالي الحجرتي {ت1275هـ} شيخ جماعة الفقهاء بفاس ممن حاز رياسة الفقه في زمانه
8 – أحمد بن امحمد المرنيسي الفاسي {1277هـ} العلامة اللغوي له حاشية على المكودي على الألفية و تآليف في نظام العسكر ، و في إنكار البدع و ما عليه أصحابها من الاجتماع على الرقص و على ضرب الطبول و النفخ في المزامير
9- أحمد بن عمر بن محمد بن ميمون السباعي محتدا الدكالي الفرجي دارا { توفي حوالي سنة 1280هـ = 1863م}
روى العبدي الكانوني عن الشيخ أبي شعيب الدكالي قال :حدثني عام مراكش أبو عبد الله السيد محمد بن ابراهيم السباعي قال :لما رجعت من رحلتي الفاسية، قال لي والدي : هل قرأت على سيدي أبي العباس بن عمر ، فقلت : لا ، قال : ارجع حتى تقرأ عليه ، فرجعت إليه و لما رأيته رأيت : رجلا أجمل الناس و أفضل الناس و أعلم الناس"
10 - محمد بن حماد المْطيري المكناسي{ت 1283ه} خرج إلى الحج فمات هناك بالينبوع و هو أخ القاضي محمد التهامي بن حماد
11- الحاج عمر بن الطالب بن امحمد ابن سودة {ت 1285 هـ} نعته مترجموه بالعلامة الفصيح اللافظ ، كثير الجولان في الأرض، حج مرتين و أخذ عنه تلامذة أجلاء . له شرح على الخرشي الصغير على المختصر و غيره
12 – عبد السلام بن الطائع بو غالب الحسني الإدريسي الجوطي {ت1290هـ} قال عنه محمد بن ابراهيم السباعي : كان ..."شيخنا سيدي عبد السلام بوغالب يغلب عليه المعقول،و كان فيه فارسا، له ملكة واسعة "
13- محمد المهدي ابن الشيخ حمدون ابن الحاج {ت1290 هـ = 1873 م } قال عنه تلميذه السباعي : كان يستشهد على الصور الفقهية بالأحاديث النبوية ..."
14 - مولاي امحمد بن عبد الرحمن العلوي{1299هـ} قاضي الجماعة بفاس ونواحيها
15 - الحاج محمد بن المدني كنون {ت 1302هـ} قال في السلوة: " مهر في الفقه فكان ممن انتهت اليهم رياسته وكان له مجلس حفيل بالقرويين يقرأ فيه المختصر" وهو غير محمد بن محمد بن عبد السلام كنون المتوفى بفاس سنة 1326هـ}
تلامذته :
ذكر القاضي العباس بن إبراهيم في الإعلام في سياق ما لقي المترجم من رعاية سلاطين عصره من رعاية و ما تواصل عليه في ظل دولتهم من صلات مباركة قرأ في دولته و أقرأ حتى لم يبق و الحمد لله بمراكش اليوم {1309ه} إلا وهو آخذ عنه سوى نحو الثلاثة، و كذلك بعض ممن يدرس بفاس تلك السنين الخمس التي أقام بها في حدود التسعين بعد المائتين و ألف
1 –أحمد التهامي المسناوي الدكالي البوزراري {1279 – 1322هـ} رحل الى مراكش فقرأ على الحاج علي الدمناتي و الحاج محمد وزنيط و السباعي
2 – سعيد بن إدريس بن التهامي المنقري العمري الزموري الدكالي {ت1333ه} رحل الى مراكش فأدرك الإمام أبا عبد الله محمد بن ابراهيم التكرور السباعي و تلامذته
3 – عبد المعطي بن أحمد السباعي {ت 1350هـ} رحل الى مراكش فقرأ على الفقيه محمد بن المعطى السرغيني {ت 1296هـ} و الإمام محمد بن ابراهيم التكرور السباعي
4 – مولاي الحسن بن العربي السرغيني {1285 - 1352 هـ= 1933م}
5 – محمد الصويري {؟}
6 – محمد بن عمر السرغيني المعروف بابن نوح {ت 1353 هـ = 1934 م}
7 – العربي بن رحال البربوشي الرحماني {1264 – 1354 هـ = 1847 – 1935 م} تولى القضاء إحدى عشرة مرة في عدة أماكن منها مراكش ، وكان قد قرأ بها على الإمام أبي عبد الله محمد بن ابراهيم التكرور
8 –اليزيد بن المحفوظ الروداني {ت 1357 هـ = 1938 م}
9 أبو شعيب الدكالي الصديقي {1295 – 1356 هـ = 1878 – 1937م}
10 أحمد ولد الحاج المحجوب {1296 1362 هـ = 1879 – 1943 م} من ملفاته كتاب الستر العام فيما يتعلق بتعظيم نعمة الطعام"
11 – محمد بن محمد بن عبد الله المسفيوي المراكشي المعروف بابن الموقت {1312 – 1369 = 1894 - 1949م} " حضرت دروسه العلمية ومجالسه الحديثية "
12 – محمد بن عبد السلام بن أحمد بوستة يعرف بالسي أمَّان {1293 - 1365 هـ = 1875 – 1946م}
13 – محمد بن الحسن الدباغ { 1297 – 1371هـ = 1879 – 1952 م} شيخ الجماعة بمراكش
14 - محمد بن أحمد الغجدامي {1267 - 1375 = 1850 – 1955 م }
قال بعنوان حكاية : " كنت حضرت مجلس الفقيه العلامة شيخنا سيدي محمد بن ابراهيم السباعي ، يدرس مختصر الشيخ خليل في جامع المواسين بمراكش وكان يقرر مسائل الربويات ، فصورها سهوا على أنها ربويات ، وليست كذلك و لم ينتبه حتى قرر أزيد من عشر مسائل ، و لما تنبه وضع الكراس من يده فقال للطلبة :أُشهد الله أن حضوركم أمامي بالأجسام دون العقول، لأنني قررت عدة مسائل على خلاف الصواب ولم ينتبه لها أحد"
15 – العباس بن ابراهيم السملالي المراكشي { 1294 - 1379 = 1877 - 1959م}
16 – عبد الحفيظ بن محمد بن الطاهر بن عبد الكبير الفاسي {1296 -1383ه = 1879 – 1964م }
17 - مولاي امبارك الأمراني {1300- 1381 هـ = 1882 -1962م } رئيس جامعة ابن يوسف بمراكش ثم جامعة القرويين بفاس على عهد جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه
18 – محمد عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني {1303- 1382 هـ = 1885 – 1962م{ ( في بيت الشيخ بحي القصور مع القاضي العباس التعارجي
المحور الثاني - مؤلفاته
1 - المقول بصريح الشرع المنقول، أو رسالة السباعي المراكشي في بيان حرمة آل البيت النبوي
2 – شرح عل الشمائل
3 - شرح على الأربعين النووية في مجلدين
3- اختصار زهر الأكم للإمام اليوسي
4 - البستان الجامع لكل نوع حسن وفن مستحسن في عد بعض مآثر مولانا الحسن ، خ " مجلد، مبتور الآخر عليه خطه، في سيرة السلطان الحسن بن محمد، المتوفى سنة 1311 هـ في خزانة الرباط (الرقم 1346 د) و في خزانة مؤسسة الملك عبد العزيز – الدار البيضاء
5 - سيف النصر لدفع الإبهام وذكر موجب محنة ذرية مولانا هشام "قال صاحب الإعلام :"و قد ألف تأليفا بين فيه الأسباب الموجبة لامتحانه معتذرا عن نفسه و عن السلطان بكونه كانت لا تبلغه الأشياء على حقيقتها ، بل كانت دائرته تلبس عليه ليتوصلوا الى أغراضهم و الانتقام منه" سيف النصرة لدفع الإبهام مع ذكر خصائص مؤكدة لوجود محبة ذرية مولانا هشام، صنفه في ثلاث تراجم رئيسية، وزع بينها ارتساماته عن السلاطين: المولى عبد الرحمان وابنه محمد الرابع ثم الحسن الأول، وأتبع الترجمة الأخيرة بباب ذكر فيه سجناته الثلاث، فرغ من تقييده يوم 10 ربيع النبوي عام 1309هـ/14 أكتوبر1891م. ويوجد مكتوبا بخط المؤلف في الخزانة الحسنية في الرباط تحت رقم 309 .
6 - " مقدمة - خ " في مصطلح الحديث .
7 - «كشف الستور عن حقيقة كفر أهل بسبور» ألفه عن الحماية توجد منه نسخة مخطوطة بجامعة الملك سعود ( 10 أوراق (23 سطرا) خط مغربي مقروء.
الوصف: نسخة حسنة، بعض الأوراق مبتورة الأطراف، بعض الهوامش بها شروح و تعليقات، ضمن مجموع من (ق. 71-80)
بداية المخطوط: الحمد لله المتفضل بتأييد الحفظة والنصر لملة المسلمين ... أما بعد فهذا سؤال مشتمل على ثلاثة فصول يطلب الجواب عنها من مهرة العلماء الفحول.;
نهاية المخطوط: وكذلك وقع الإجماع على تكفير كل من دافع نص الكتاب ونص حديث مجمع على نقله ... وكتكفيرنا الخوارج بإبطال الرجم ... لما قضت حكمة الله ... نقلي لمحروسة فاس صدر ربيع النبوي سنة 1293 هجري.
8 - «شرح خطبة الخرشي لمختصر الشيخ خليل»
9 - " ختمه للمختصر" أور فيه قصيدة له ذكر فيها مناسبات أبواب المختصر، وجعل كل باب أو فصل مورى به
10 - " رسالة في الحض على الاعتناء بالتآليف الخطية و التحذير من الكتب المطبوعة و بيان أنها سبب في تقليل الهمم و عدم حفظ العلم و نسيانه"
11- كتاب في أسباب نفيه
12 - رسالة في خلع السلطان عبد العزيز ومبايعة أخيه عبد الحفيظ
بداية المخطوط : بسم الله الرحمن الرحيم......الحمد لله الذي من سنته إلهام من أراد من عباده الصواب.....أما بعد فلما كان لا يحل لامرئ مسلم أن يقدم على أمر حتى يعلم حكم الله فيه وكان أهل حاضرة مراكش صانها الله و صانهم و حفظهم من كل سوء ومن كيد كل عدو ماكر علموا حكم الله فيما أقدموا عليه الآن من نصر سلطان وخلع الذي قبله علم حكم ذلك علماؤها وأعلموا به من لم يعلمه
نهاية المخطوط : وكيف لا يرتضى بيعة هذا الإمام الذي اجتمع كل من يعرفه من الأنام على استجماعه لشروط الإمامة من علم وما يليه أحد من الإسلام ويكفي أولي الألباب (....) بحاجب قال الشاعر :
يكفي اللبيب إشارة مكتومة ** وسواه يدعى بالنداء العالي
وسواهما بالزجر من قبل العصا ** ثم العصا هي رابع الأحوال
انتهى 19ورقة 16 س خط مغربي مليح ملون ق.180 في 230مم
ملاحظات :
ـ بعده فتوى جماعة القضاة و علماء فاس في ثبوت بيعة عبد العزيز ورفض تولية عبد الحفيظ، وهي مؤرخة بـ 28 رمضان سنة 1325 هـ
13 - ديوان محمد بن ابراهيم السباعي المراكشي,
14 - تأليف في موضوع البدع المستحدثة بالمغرب
15- أجوبة و فتاوي لو جمعت لأربت على نوازل المعيار
16- "قصائد رائقات بديعات فائقات في ختمه للكتب في التدريس ..."
17 – ختم صحيح البخاري
19 - إقامة الحجة في واضح المحجة
20 –" المقول بصريح الشرع المنقول، أو رسالة السباعي المراكشي في بيان حرمة آل البيت النبوي آل البيت النبوي
ملاحظات : هذا المخطوط ليس في علم الحديث كما قد يتوهم من العنوان ولكنه في ذكر مناقب أهل البيت النبوي وحرمته
يتكون هذا المخطوط من مقدمة وثلاثة فصول : فالمقدمة في بيان بعض ما يجب على المسلمين لآل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم . والفصل الأول فيما جرى من ذلك مجرى شديد الإيعاد وما يستحقه من لم يراع حرمتهم وحرمة الله ورسوله فيهم من الطرد والإبعاد...والفصل الثاني فيما ورد من ذلك على طريق التحذير والتخويف لمن لم يقدر آل البيت قدرهم أو قصر في مراعاة حرمة ذلك المنصب الشريف ... والفصل الثالث في ذكر وقائع وقضايا تدل على عظيم اعتناء الله بآل بيت رسوله وانتقامه لهم إما عاجلا وإما آجلا
أوله : بسم الله الرحمن الرحيم ...ليعلم الواقف عليه من العلماء الأئمة وفهماء الأمة المقيدة قلوبهم بالسنة ...وهذا تنبيه وإعلام بأن الأشخاص الخمسة الذين شرحت بعض حالهم وبينت سوء أفعالهم وما اجترحوه من الجرائم الكبار فمنهم من أطلق العنان في إذاية المسلمين وتنقيصهم فيهم أهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم...
آخره : اللهم بفضلك وكرمك وتوفيقك وحلمك ...هذا عبيدك المسرف إلى نفسه محمد بن إبراهيم التكرور السباعي الحاحي ...وقد تم بفضله وعونه هذا التقييد ظهر يوم الخميس ثالث عشر ربيع الثاني عام 1313...والحمد لله رب العلمين
46 ورقة 15 س خط مغربي دقيق ق.-170 مضروبة في 220سم الناسخ محمد بن الفاضل بع عطية / تاريخ النسخ 1321 هـ = 1903م و قد قدم أطروحة جامعية في موضوع " إسهامات الشيخ محمد بن ابراهيم السباعي المراكشي في المنظومة الفكرية مع دراسة وتحقيق مخطوطة:" المقول بصريح الشرع المنقول من أحاديث الرسول صلى الله عليه و سلم " بجامعة عبد المالك السعدي – كلية أصول الدين – تطوان
21 - إجازته لأبي شعيب الدكالي و هي إجازة كلها تنويه بالمجاز و إشادة وكان أبو شعيب بعد عودته الى أرض لحجاز يجيز بهذه الإجازة مشيرا إلى أن من أجل شيوخه في الرواية مفتي مراكش أبو عبد الله محمد بن ابراهيم السباعي
22– إجازته للقاضي العباس بن ابراهيم المراكشي
23– إجازته للقاضي عبد الحفيظ الفاسي
24– إجازة عامة للقاضي العباس بن ابراهيم و محمد عبد الحي الكتاني و أولاده ولمن سيوجد بعد له و لهم من الأولاد و الأحفاد ...
والحمد لله في البدء و في الختام
محمد عز الدين المعيار الإدريسي