الرسالة الثانية:
وأخيرا عدت يا عزيزتي إلى أصلك ، ولبست زي أمك ، فهنيئا لي بك ، إن الرجوع إلى الحق فضيلة ، والاعتراف بالذنب علامة من علامات الصلاح ، فهل تعلمين أنك أصبحت أجمل وأبهى مما كنت ؟
إن كنت لا تعلمين ذلك ، فاستنطقي تاريخ أمتك ، وسيرة أمهاتك ، تجدي أنهن كن أجمل نساء العالمين
لا تلتفتي إلى زميلتك التي لم تخف الله عندما قالت لك : اخلعي الحجاب وأنه ليس في نصوص الدين – الفضفاضة حسب قولها - ما يدعو إليه ، ولا تهتمي بالمضايقات ، التي يسببها لك زيك الإسلامي النظيف ، ولا نظرات زملائك وزميلاتك، فإنهم جميعا مرضى بشيء اسمه الموضة ، وكلهم في حاجة إلى طبيب مثل طبيبك .
إن الفضيلة يا عزيزتي واحدة لا تتغير بتغير الزمان: ، ولكنه اللقاح الإسلامي الذي تهاون الناس فيه ، إنهم يلقحون أبناءهم ضد السل ، وضد الجدري ، وضد الحصبة ، ولكنهم قلما يلقحونهم ، ضد ما هو أخطر وأفتك من كل ذلك ، ضد الانحراف ، وضد العقوق،و ضد الإلحاد...
عزيزتي البتول :
الآن وقد اطمأن قلبي ، وتأكدت من حسن دينك ، وسمو أخلاقك ، أستطيع أن أقول لك دون تردد: إنك تلك الفتاة التي ينبغي أن أظفر بها ،امتثالا لقول الرسول الكريم :لم ير للمتحابين مثل النكاح وقوله: فاظفر بذات الدين تربت يداك
لم يبق أمامي إلا أن أستخيرالله تعالى ، وأتقدم لخطبتك ، لكن متى ؟ وكيف ؟
تلك أمور سأحدثك عنها في فرصة قادمة إن شاء الله ، بعد أن أكون قد حصلت على موافقة أهلك ، وحتى ذلك الحين دمت بخير والسلام .
المخلص الوفي : م.عبد الله