بسم الله الرحمن الرحيبم
افتراءات على البربر في بعض الكتابات العربية:
سمى النبي صلى الله عليه وسلم سكان الغرب الإسلامي بأهل المغرب كما في حديث : لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة صحيح مسلم ، وهذا من بلاغته و أدب خطابه عليه الصلاة و السلام ، و أهل المغرب : سكانه و أغلبهم من العرب و الأمازيغ ، وهي إحدى الخصوصيات و القواسم المشتركة بين سكان الغرب الإسلامي ، التي لا يمكن إزالتها من الاعتبار عند الحديث عن عوامل وحدة هذه الأقطار ...
و قد كان لغياب من يؤرخ لبلادنا – المغرب – من أبنائها في القرون الأولى الهجرية ، ما ترك الباب مشرعا لغيرهم ، فشوهوا صورتنا ـ غالبا ـ بشكل عدائي سافر .
و كلمة بربر في معجم البلدان لياقوت الحموي {ت626هـ} نموذج واحد ـ من نماذج كثيرة ـ لهذا التشويه و الافتراء الذي يعف اللسان ـ أحيانا ـ عن ذكره .
يقول : و قد اختلف في أصل نسبهم ، فأكثر البربر تزعم أن أصلهم من العرب ، و هو بهتان منهم و كذب .
و يصفهم بأحط الصفات ، و ينقل في ذمهم أحاديث موضوعة باطلة ، و أقوالا ساقطة كقول أحدهم :
رأيت آدم في نومي فقلت له * * * أبا البرية إن الناس قد حكموا
أن البربر نسل منك قال : أنا * * * حواء طالقة إن كان ما زعموا
و ألف في ذم البربر ابن حزم الظاهري {ت456هأ} كتابا أسماه الفضائح ، كما ألف كتابا آخر في نسب البربر أشار إلى الأول منهما ياقوت في معجم البلدان و ذكر الثاني الذهبي في سير أعلام النبلاء -
وفي رياض النفوس في ترجمة أبي ابراهيم ابن العربي المتعبد { ت } أنه لما حج ومعه عطية الجماجري لينتفع بصحبته فلما وصلا إلى برقة ومنها أصل أبي ابراهيم سأل عن نسبه بها فعرف أنه من العجم ، فكتب إلى بعض إخوانه بالجزيرة كتابا فيه : قدكنت أنتسب عندكم إلى البربر فتقصيت في بلدي عن نسبي فإذا بي من العجم فنحمد الله تعالى إليكم الذي لم يجعلني من البربر
وإنما خاف - والله تعالى أعلم - أن يكون من البربر لأحاديث رويت في ذمهم ، فمن ذلك ما ذكر في مسند ابن سنجر مسندا عن عثمان بن عفان رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قسم الله تعالى الخبث على سبعين جزءا فجعل في البربر تسعة وستين جزءا و في الثقلين جزءا واحدا . في الهامش رقم 27 : هذا الحديث لا أصل له و وضعه ظاهر من لفظه
ويروى عن شيخ ثقة عن أهل الأسكندرية أن سليمان بن داود صلى الله عليما أرسل بربريا مع شيطان في حاجة فرجع الشيطان يتعوذ بالله عز و جل من البربري
وقد جاء ذكر البربر في الموطأ للإمام مالك في سياق في كتاب الزكاة باب جزية أهل الكتاب و المجوس يحيى عن مالك عن ابن شهاب قال : بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ الجزية من مجوس البحرين وأن عمر بن الخطاب أخذها من مجوس فارس و أن عثمان بن عفان أخذها من البربر "