بطاقة تعريفية

فضيلة الدكتور محمد عز الدين المعيار الإدريسي

مواقع التواصل

رسائلي إلى الباتول - الرسالة الرابعة

تاريخ نشر المقال 29-03-19 12:45:15

    عزيزتي البتول :مرت الخطبة – والحمد الله – على أحسن ما يرام ، وأغلقنا الباب أمام الخطاب ، وأصبح علينا أن نصفي حساباتنا بكل صراحة ووضوح، حتى لا يتم زفافنا ،إلا ونحن على أتم انسجام وأكمل وفاق .
وفي هذا الإطار، لابد أن تعرفي رأيي في بعض القضايا والأمور – المتعلقة بمستقبل حياتنا الزوجية – حتى لا تظلي حائرة قلقة ، وحتى لا تصطدمي في مستقبل الأيام ، بموقف لم يكن يخطر لك على بال .
عل أهم ما يشغل بالك – اليوم – هو أمر مستقبل دراستك ، فما عندي في ذلك ؟
عندي أن تتابعي دراستك ، وتستكملي تعليمك ، لما في ذلك من جمال وكمال لي و لك .
إن ديننا دين العلم والقراءة ، الأنثى في ذلك كالذكر سواء بسواء ، ولا أرى أن زواجنا سيكون حائلا دون إتمام تعليمك ، إلا إذا حدثت أمور لم تكن في الحسبان .
فهذه أم المومنين حفصة ، تتم تعليمها وتستكمله ، في بيت الزوجية ، لما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للشفاء – وقد كانت كاتبة في الجاهلية ، وكانت تعلم الفتيات -:" ألا تعلمين هذه – أي حفصة – رقية النملة كما علمتها الكتابة ؟" .
إن الزواج في مرحلة الدراسة وقد أصبحت طويلة ، هو أسلم حل لتجنب الفتيان والفتيات ، لكثير من المخاطر والمنزلقات : الزواج كما هو معروف عند أهل السنة كما يشهد له الكتاب والسنة والإجماع , وليس الزواج المؤقت " زواج المتعة" الذي يرى الراحل محمود عباس العقاد أنه الحل الناجع حيث يقول:" لقد حل الإسلام هذه المشكلة بالنسبة للجنود ، بزواج المتعة، وذلك حين يخرجون للغزو ، وزواج المتعة ، هو زواج لمدة موقوتة ، والعودة إلى زواج المتعة ، باب من أبواب العلاج ، مع ضبط النسل "..." ولا بأس في هذا التشبيه ، أن يكون الطالب في دراسته ، كالجندي في المعركة "
عزيزتي البتول: سأكون سعيدا جدا أن تكون زوجتي متعلمة وسيكون أبناؤنا إن شاء الله فخورين أن تكون أمهم والساهرة على تربيتهم عالمة ، فاطلبي العلم واستزيدي منه ، ما فيه صلاح لدينك ودنياك ، و لا تتركي فرصة سانحة تمر دون أن تغتنميها في طلب العلم والمعرفة عسى أن تصلي إلى مرتبة العلماء الأتقياء الذين قال الله تعالى في حقهم :{ إنما يخشى الله من عباده العلماء}
أرجو أن تكوني قد طبت نفسا ، وقررت عينا أن لم يكن هذا الرجل الذي أحبك، وتعلق بك من الذين تزمتوا في الدين حتى فهموا النقص في الدين الوارد في الحديث النبوي الشريف فهما خاطئا كما قال شاعرهم :
النساء ناقصات عقل ودين * * * ما رأينا لهن رأيا سنيا
ولأجل الكمال لم يجعل الله * * * تعالى من النساء نبيــا
هذا ما عندي في هذا الموضوع
دمت بخير وعافية وإلى فرصة أخرى في موضوع آخر من المواضيع التي تستحوذ على فكرك وتشغل بالك / والسلام
المخلص الوفي :م.عبد الله