اتق شر من أحسنت إليه : عبارة شائعة الاستعمال في حياتنا اليومية، يظنها البعض من كلام رسول الله صلى الله عليه و سلم، وليست منه، والميداني بعد أن أورد هذا المثل في مجمع الأمثال قال : هذا قريب من قولهم سَمِّنْ كَلْبَكَ يأكُلْكَ
قال الْقشيري أبو نصر فيما نقله القرطبي في تفسيره : قِيل للبجلِي أتجد فِي كتَاب اللَّه تعالى اتَّقِ شَرَّ مَنْ أَحْسَنْتَ إِلَيْهِ؟ قَالَ نَعَمْ: {وَما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ} وقال الشاعر :
فَيا عَجَباً لمن رَبَّيتُ طِفلاً -- أُلقَّمُهُ بأطرافِ البَنانِ
أُعلِّمهُ الرِّمايَةَ كُلَّ يومٍ -- فَلَمّا استَدَّ ساعِدُهُ رَماني
وكم عَلَّمتُهُ نَظمَ القَوافي -- فَلَمّا قال قافِيَةً هَجاني
أُعَلِّمُهُ الفُتُوَّةَ كُلَّ وَقتٍ -- فَلَمّا طَرَّ شارِبُهُ جَفاني
و في المقابل هناك من لا يقبل هذا المعنى، لأن فيه سوء ظن بالناس، ودعوة إلى ترك الإحسان و فعل الخيرات ، و توسط آخرون فذهبوا إلى أن هذا القول ليس على إطلاقه، بل هو محمول على الأشرار واللئام.
قال الثعلبي في تفسيره: الصحيح أنه لا يُنهى عن هذه العبارة ولا بأس باستعمالها بحذر....(والله أعلم)