بطاقة تعريفية

فضيلة الدكتور محمد عز الدين المعيار الإدريسي

مواقع التواصل

تمثيل النبي صلى الله عليه و سلم في السينما

تاريخ نشر المقال 17-04-19 10:52:47

    قوبلت محاولات تمثيل النبي صلى الله عليه و سلم في السينما ، منذ البداية بالرفض التام في معظم بلدان العالم الإسلامي ، ثم سرعان ما تأرجح الموقف بين القبول والرفض ، منذ عرض فيلم : ظهور الإسلام عن قصة الدكتور طه حسين وإخراج إبراهيم عز الدين، حيث وجد فيه البعض أشياء تبدو إيجابية، خصوصا أن الفيلم تجنب تمثيل شخص رسول الله، مكتفيا بما يعرف في السينما والمسرح بالظلال، في حين أبى أكثر العلماء كل ذلك واستنكروه ...
فكان ممن تصدى لموضوع التمثيل مطلقا الشيخ أحمد بن الصديق الغماري الذي ذهب إلى أنه من أعظم المحرمات و أكبر الكبائر، كما هاجم صنوه الشيخ عبد الله بنُ الصديق الفيلم المذكور قائلا : أخرجت بعض دور التمثيل بالقاهرة فيلم ظهور الإسلام فكان ضِغثا على إبَّالة ، إذ كان فيه مناظر مؤذية، خرج المتفرجون بنتيجة واحدة هي : سقوط ما كان في أنفسهم من هيبة و قدسية للصحابة الكرام ، كما سمعوا صوتا منكرا، يمثل صوت رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو يقول عن الناقة : (دعوها فإنها مأمورة)
ثم جاء فيلم محمد رسول الله الذي سمي فيما بعد :بـالرسالة للمخرج السوري الأصل الأمريكي الجنسية الراحل مصطفى العقاد {ت 2005م }
و هو الفيلم الذي لم تتقبله في ذلك الوقت هيئات العلماء في الأزهر و السعودية وغيرها من البلاد الإسلامية ...
وكان ممن عرضت عليه قصة الفيلم من علماء المغرب شيخنا العلامة الرحالي الفاروق رحمه الله بعد رفضه للفكرة في أول الأمر وإفتائه بعدم الجواز ، مع طلب إعادة النظر في فتواه بعد الاطلاع على القصة ...
عن ذلك قال شيخنا رحمه الله :
اتصل بنا الأستاذ مصطفى العقاد مخرج قصة فيلم محمد رسول الله في محاولة اقناعنا بالعدول عما كنا قمنا به من الإفتاء حول هذا الفيلم المزمع إنتاجه.
وكنا نبهنا على أن هذا المقام يجب أن يتنزه عن التمثيل حتى لا يقع أي مساس بشخصية الرسول صلى الله عليه و سلم.
و لكنه قد ألح علينا أن نتصفح هذه القصة، التي ذكر عنها أنها في أعلى مستوى لأنها لا تتعرض لشخصية الرسول و لا آل البيت لا من قريب و لا من بعيد ، وانه قد عرضها على شخصيات لها وزنها و قيمتها في عالم الفكر و الثقافة، فأعجبت بها على الرغم من أنه ثبت لدينا ما ينفي هذا الادعاء.
ونظرا لهذا كله ، و بناء على تصفحنا لهذه القصة نزولا عند رغبة الأستاذ المذكور فإننا نعلن أننا نقف من هذه القصة موقفنا الأول سدا للذريعة ، وخوفا من أن تمتد الأيدي إلى خدش الديانات، وهتك المقامات...