بطاقة تعريفية

فضيلة الدكتور محمد عز الدين المعيار الإدريسي

مواقع التواصل

من وحي زمن الجائحة - في ظلال شهر رمضان (1)

تاريخ نشر المقال 06-05-20 01:11:06

    لا شك أن من من أعظم بركات شهر رمضان، نزول القرآن الكريم المعجزة الخالدة، وبعثة خاتم الأنبياء والمرسلين ، إلى الناس أجمعين، بالدين القيم {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} ، { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} {ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}
وحيث إن الكلام على القرآن والرسالة ، مما يطول جدا من جهة، ومما يصعب الإتيان فيه بجديد من جهة ثانية، وحديث القرآن والسنة عنهما يغني عن كل حديث آخر خصوصا في مثل هذه التدوينة... لذلك سينصب حديثنا عن بركات أخرى لهذا الشهر المبارك::
أولا – رمضان شهر الانتصارات :
من يتتبع ما تحقق من انتصارات المسلمين عبر تاريخهم الطويل ، يجد معظمها تحقق في شهر رمضان من عصر النبوة، إلى العصر الحديث، نسأل الله تعالى أن يجعل منها في هذه الأيام المباركات – من هذا الشهر الفضيل- الانتصار على هذا الوباء الوبيل، وما ذلك على الله بعزيز...
لعل أعظم انتصار يمكن أن يحققه الإنسان في حياته، هو انتصاره على نفسه
إن التغلب على النفس ليس بالأمر الهين ...
إن الإنسان يستطيع أن يقهر خصمه الخارجي ، ويتخلص منه ، بشتى الوسائل : بالقوة ، أوبالحيلة ، أو بالإقتاع ، أو بالاستعانة عليه بغيره ..
أما الانتصار على النفس فشيء عسير، ومن ثم كان الجهاد الأكبر هو جهاد النفس ، التي هي أقوى وأخطر عدو للإنسان من حيث يدري أو لايدري ، وأعصاهم على الخضوع والانصياع ، مع أنها بين جنبيه لا تفارقه ولا يفارقها .... وهو الأمر الذي يحتاج إلى كثير من الصبر والمجاهدة، لطرد وساوس النفس، وما يمكن أن يوحي به إليها الشيطان
وخالف النفس والشيطان واعصهما ... وإن هما محضاك النصح فاتهم
والشيطان قد يكون من الجن، وقد يكون من بني آدم ، وهذا الأخير تلميذ الأول وتابعه
من ذلك ما حكي عن الشاعر العباسي محمد بن مناذر {ت198هـ} وكان له علم بالحديث واللغة
ذُكِرَ ليحيى بن معين فقال: لا يروي عنه من فيه خير، أعرفه كان يرسل العقارب في المسجد الحرام حتى تلسع الناس، وكان يصب المداد بالليل في أماكن الوضوء، حتى يسود وجوههم .
وشهر رمضان هذا العام، بكل ما يحيط به من أجواء، وما توفره من وسائل وأسباب،فرصة ثمينة للانتصار الخاص والعام على النفس {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}