بطاقة تعريفية

فضيلة الدكتور محمد عز الدين المعيار الإدريسي

مواقع التواصل

محطات و أعلام على الطريق

تاريخ نشر المقال 15-04-25 09:58:00

    مقدمة
ليست تراجم وسير الشيوخ الواردة أسماؤهم في هذا الكتاب، من قبيل ما هو مألوف في تراجم الرجال، من خطوات محسوبة بالأيام والأرقام، محصورة في مراحل حياة المعني على سبيل التوثيق، دون تفاعل مع الشخصية، من خلال العلاقة الثنائية والجماعية، والرؤية الخاصة الموضوعية، و كل ما يغني الترجمة ويخرجها من عقم النمطية، ومن الصلاحية لملأ الفراغ عند الحاجة في شتى المناسبات، إلى آفاق أرحب، فالأستاذ قد يكون مشتركا بين عدد من تلامذته، فلا يليق بأحدهم أن يستعير من الآخر رؤيته، فيوظفها فيما يكتب، دون أن يتفاعل هو معها انطلاقا من علاقته الخاصة، فيلتقي التلميذان ويفترقان ، ويتفقان و يختلفان، و يضيف هذا أشياء، ويضيف ذاك أشياء، لتكون النتائج في النهاية باهرة، والمعلومات ضافية، والمجال رحب للدارسين ...
وأشير إلى أنني أذكر- أحيانا - بعض الجوانب، التي قد لا تكتمل الصورة إلا بها، لأنها وقائع حقيقية عشناها مع شيوخنا، وسمعناها منهم، أو من غيرهم من المقربين منهم، وربما من خصومهم كذلك ...
و أساتذتنا ليسوا ملائكة أو أنبياء معصومين، بل هم من مطلق البشر، يصيبون ويخطئون، و نحن لا نريد أن نزيف الحقائق، أو نزين المشهد بالكذب والبهتان، لا نستثني من ذلك، إلا ما له علاقة بالأعراض والأنساب، وما يتنافى مع البنوة الروحية، وما يوجبه الوفاء والبرور.
و المعتمد الأساس في هذه التراجم ، هو المعايشة والمخالطة أولا، ثم ما كتب عن المترجم، بقلمه أو بقلم غيره، من أقاربه و معارفه، أو ما نشر في بعض الكتب والمجلات والصحف ...
و قد حاولت في ترتيب هذا العمل ، أن أقيمه على تتبع مسيرة حياتي العلمية وفق مراحل التعليم التي مررت بها ، ممهدا لكل مرحلة بما بقي عالقا منها بالذهن، من معلومات عن موادها الدراسية وأطرها الإدارية و التربوية وبعض الزملا، و ذلك كله هو المقصود في العنوان بـ "محطات".
و راعيت في تراجم وسير الشيوخ الترتيب المعجمي لأسمائهم في كل مرحلة دراسية على حدة، مراعيا في ذلك اسم الشهرة قدر الإمكان .. كما ذيلت الكتاب بنماذج من دروس بعض الشيوخ التي سجلتها بنفسي، أو اعتمادا على إملاءاتهم علينا أو مما نشر ضمن بعض المنشورات...
و الشيوخ المترجمون في هذا المعجم ثلاثة أصناف :
أولا - شيوخ الدرس ، و هم الذين أخذت عنهم في مجالس العلم ، ابتداء من الكُتَّاب الى نهاية الدراسة الجامعية .
ثانيا- شيوخ الإفادة و هم قسمان :
أ - شيوخ الإشراف و المناقشة: هؤلاء الأساتذة الكرام، لم يقدر لي أن أجلس أمامهم في قاعات الدرس، للنهل من معارفهم، وإنما استفدت منهم من خلال الإشراف، على أبحاثي أو مناقشاتهم لها، أو في لقاءات جمعتني بهم لاحقا، في مناسبات علمية مختلفة ...
ب - شيوخ الإفادة و هم أساتذة استفدت منهم عن طريق المذاكرة أو المراسلة أو الإجازة ، وهم أساتذة كبار، و علماء أجلاء، يسر الله لي الاستفادة من علمهم و سمتهم ، في مناسبات مختلفة، منهم من سعيت إليه سعيا، ومنهم من التقيت به على غير موعد، فضلا من الله وجودا، وما كان عطاء ربك محظورا ، كما أن منهم من تكرر لقائي به ، ومنهم من التقيت به مرة واحدة، و منهم من لم ألقه بالمرة، و إنما كانت وسيلة التواصل بيننا مكالمات هاتفية أو رسائل متبادلة ، سأنشر في هذا المعجم بعضها، أو عن طريق الإجازة ... مع الإشارة الى أنني لم أكن أهتم بالحصول على إجازات الشيوخ، و لم أسعى إليها ، لإيماني بأنها لم تعد منذ قرون ، تطلب عند المحدثين إلا من أجل التبرك، ولا تؤثر في الحكم على الحديث ، من حيث الصحة أو السقم، ومن ثم كانت الإجازات التي أخذتها، من الشيوخ معدودة، أكثرها شفوي و بعضها مكتوب...
والله الموفق إلى الصواب